للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما جاء في الطّاعون

حديث ابنِ عبّاس (١)؛ أَنَّ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ خَرَجَ إِلَى الشّاَمِ، حَتَّى إِذَا كَانَ بِسَرْغَ (٢) لَقِيَهُ أُمَرَاءُ الأَجْنَادِ؛ أَبُو عُبَيدَةَ وَأَصحَابُهُ، فَأَخبَرُوهُ بِأَنَّ الوَبَأَ وَقَعَ بِالشَّامِ، فَقَالَ عُمَرُ: ادعُ المُهَاجِرِينَ الأَوَّلينَ فَشَاوِرهُمَ، وَاختَلَفُوا، ثُمَّ دَعَا المُهَاجِرينَ الآخرِينَ فَاختَلَفُوا، ثُمَّ دَعَا الأَنْصَارَ فَسَلَكُوا سَبِيلَهُم، ثُمَّ قَالَ: ادعُوا لِي مَشيَخَة قُريشٍ مِن مُهَاجِرَةِ الْفَتْحِ، فَدَعَوهم فَلَمْ يَخْتَلِفُوا فِي الرُّجُوعِ عَنِ الوَبَإِ كَبَقِيَّة أصحاب النّبيّ -عَليه السّلام-، فَعَزَمَ على الانصراف ... الحديث.

الفوائد المنثورة:

قال ابن قُتَيْبَةَ (٣) في الطّواعين وأوقاتها، عن أبي حاتم عن الأصمعي قال: "أوَّلُ طاعونٍ كان في الإسلام طاعون عَموَاس بالشّام، مات فيه مُعاذ بن جَبَل، وامرأته وابنه، وأبو عُبَيدَةَ بن الجرّاح (٤).

والثّاني: طاعون شيرَوَيه بن كسرى بالعراق في زمان واحدٍ، وكانا جميعًا في زمان عمر بن الخطّاب.


(١) في الموطَّأ (٢٦١١) رواية يحيى، ورواه عن مالك: أبو مصعب (١٨٦٧)، وسويد (٦٣٧، ٦٣٨) وعبد الرّحمن بن القاسم (٦٣)، والقعنبي عند الجرهري (٢٢٢)، وإسحاق بن عيسى الطباع عند أحمد: ١/ ١٩٤، والتيسي عند البخاريّ (٥٧٢٩)، ويحيى ابن يحيى النيسابوري عند مسلم (٢٢١٩)، وعبد الله بن عبد الحكم عن الطبراني في الكبير (٢٦٩)، ومَعن بن عيسى عند النسائي في الكبرى (٧٥٢٢).
(٢) يقول حمد الجاسر في المعجم الجغرافي [القسم الثّاني]: ٦٦٦ - ٦٦٧ "يطلق اسم سَرْغٍ على مكان يقع في الشمال الغربي من تبوك على مسافة ١١٧ كليلًا"، ونقل عن موسى بن سليمان قوله: "إنَّ سَرْغ هو ما يعرف الآن باسم المدَوّرة بعد ذات الحاج شمالًا"، وهذا ما أكّده عاتق البلادي حيث قال في معجم معالم الحجاز: ٤/ ١٩٢ "سرغ ... هو السهل الّذي تقع محطّة المدَوّرة على الطريق شمال تبوك على ١٢٠ كيلًا، ولا زالت في المدَوّرة بئر تعرف بسرغ لبني عطيّة" وانظر معجم ما استعجم: ٣/ ٧٣٥، ومعجم البلدان: ٣/ ٢١١.
(٣) في كتاب المعارف: ٦٠١ - ٦٠٢. وعنه السيوطيّ في الوسائل إلى معرفة الأوائل: ٤١.
(٤) انظر: بذل الماعون في فضل الطّاعون لابن حجر: ٢٢٢، ٣٦١، وما وراه الواعون في أخبار الطّاعون للسيوطي: ١٨١.

<<  <  ج: ص:  >  >>