للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السُّنَّة في الفطرة

التّرجمة:

قال الإمام: الفطرةُ هي أصل الخِلقَة وابتداء النَّشأة، لكن يعبَّرُ بها عن الدِّين الّذي يوسف أنَّه من الفطرة. قال (١) الله تعالى: {فِطْرَتَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ} الآية (٢).

يريد بالفطرة الدِّين الّذي وُلِدُوا عليه وخُلِقُوا عليه ومنه الحديث الصّحيح عن النّبيّ -عليه السّلام-: "كلُّ مولودِ يولَدُ على الفطرةِ، فأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِه أو يُنَصِّرانِهِ" (٣).

ولهذه اللَّفظة أشياء قد تقدّم الكلام عليه، والمراد بها هاهنا (٤): الخصال الّتي يكمُلُ بها المرء حتّى يكون على أفضل الصّفات، فذَكرَها مالك (٥) خمسًا، وذكرها مسلم عشرًا (٦)، ومن جملتها المضمضة، والاستنشاق، والاستنجاء، والختان. وكلّ واحد منها متأكدّ في النّدب.

فأمّا مالك (٧)، فَرَوَى عن سَعِيدِ بنِ أَبِي سَعِيدٍ المَقبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ؛ قَال: "خَمسٌ مِنَ الفِطرَةِ: تَقلِيِمُ الأَظْفَارِ، وَقَصُّ الشَّارِبِ، وَحَلقُ العَانَةِ، وَنَتْفُ الإِبْطِ، وَالاِختِتَانُ".


(١) من هنا إلى آخر الحديث النبويّ مقتبس من المنتقى: ٧/ ٢٣٢.
(٢) الروم: ٣٠.
(٣) أخرجه البخاريّ (١٣٨٥)، ومسلم (٢٦٥٨) من حديث أبي هريرة.
(٤) انظر الكلام التالي في القبس: ٣/ ١١٠٧.
(٥) في الموطَّأ (٢٦٦٧).
(٦) في صحيحه (٢٦١) من حديث عائشة.
(٧) في الموطَّأ (٢٦٦٧) رواية يحيى، ورواه عن مالك: أبو مصعب (١٩٢٧)، وسويد (٦٩٩)، وابن القاسم (٤١٩)، والقعنبي عند الجوهري (٣٨٠)، وعبد العزيز بن عبد الله الأويسي عند البخاريّ في الأدب المفرد (١٢٩٤)، وقتيبة بن سعيد عند النسائي في الكبرى (٩٢٨٩)، وعيسى بن أبي جهم العدوي عند ابن المظفّر البزاز في غرائب مالك (٨٠)، وابن وهب عند ابن المظفر أيضًا (٨١)، والقاسم بنيزيد الجرمي عند الخطيب في تاريخه: ٥/ ٤٣٨ قال الخطيب: "وكذلك رواه معن بن عيسى والقعنبي، ويحيى بن يحيى، وأبو مصعب عن مالك موقوفًا، ورواه بشر بن عمر الزهراني عن مالك بإسناد مرفوعًا إلى النّبيّ" قال الدارقطني في العلّل: ١٠/ ١٤٢ "والصواب عن مالك ما رواه أصحاب الموطَّأ".

<<  <  ج: ص:  >  >>