للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الخليل (١): تسمِيتُ العاطس لغةٌ في تشميته (٢).

وَرُوِيَ عن ثَعلَبٍ (٣) أنّه سُئل عن معنى التَّشميت والتَّسميت فقال: إمّا التَّشميت فمعناه: أبعد اللهُ عنك الشّماتَةَ، وجَنَّبَك ما يُشمتُ به عليك، وأمّا التّسميتُ فمعناه: جَعَلكَ اللهُ على سَمْتٍ حَسَنٍ ونحو هذا.

ويقال: شِمتُ الإبل، إذا جمعتُها في المَرعَى، فيكونُ على هذا، أي: جمع اللهُ شملَكَ.

وقيل: إنّ أصل ذلك من الشّماتةِ، وذلك أنّه إذا قلت: يرحمك الله، فقد أدخلت على الشَّيْطان ما يسخطه، فقد شمت العاطس بالشَّيطان.

ما جاء في الصّور والتّماثيل

أدخل مالكٌ في هذا الباب حديث أبي سعيدٍ (٤): "أنّ الملائكةَ لا تَدخُلُ بيتًا فيه تَمَاثيلُ أَو تَصَاوِيرُ".

الإسناد:

قال الإمام: وأحاديثُ الصُّوَرِ كثيرةٌ وصحاحٌ، خرّج أبو عيسى التّرمذيّ (٥) حديث:


(١) قولْ الخليل نقله المؤلِّفْ من الاستذكار: ٢٧/ ١٦٩ الّذي نقله بدوره من مختصر العين للزبيدي: ٢/ ٢١٤.
(٢) الّذي وجدناه في العين: ٦/ ٤٧ هو: "وشَمَّتَّ العاطسَ تشميتًا: قلت له: يرحمك اللهُ، والتّشميتُ: الدُّعاءُ، وكلّ داع لأحدٍ بخير فهو مشَمِّتٌ له". ويقول في موضع آخر: ٧/ ٢٤٠ "والتّسميتُ: دعاؤكَ للعاطس إذا حَمِدَ اللهَ، وبالشَّين أيضًا".
(٣) قول ثعلب نقله المؤلِّف من الاستذكار: ٢٧/ ١٦٩، وهو في البيان والتحصيل: ١٧/ ١٤١.
(٤) في الموطَّأ (٢٧٧١) رواية يحيي، ورواه عن مالك: أبو مصعب (٢٠٣٣)، وسُوَيْد (٦٧٠)، وابن القاسم (١٢٥)، والقعنبي عند الجوهري (٢٨٩)، وروح بن عبادة عند التّرمذيّ (٢٨٠٥).
(٥) في جامعه (١٧٥١) من حديث ابن عبّاس، والحديث أخرجه عبد الرزّاق (١٩٤٩١)، والحميدي (٥٣١)، وأحمد: ١/ ٢١٦، ٢٤٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>