للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القضاءُ في الضّواري والحريسة

فيه حديثُ حَرَامِ بنِ سَعدِ بن مُحَيِّصَةَ (١)؛ أَنَّ نَاقَةً لِلبَرَاءِ بنِ عَازِبٍ دَخَلَت حَائِطًا لرَّجُلِ فَأَفْسَدَت فِيه، فقَضَى رَسُولُ اللهِ - صلّى الله عليه وسلم - أَنَّ عَلَى أَهلِ الحَوائِطِ حِفظَهَا بِالنَّهَارِ، وَأَنَّ مَا أفسدَتِ المَوَاشِي بِاللَّيلِ ضَمانٌ عَلَى أَهلِهَا.

الإسناد:

قال الإمام: حديثُ البَرَاءِ بن عَازِب حديثٌ مُرسَلٌ (٢)، أَرسلَهُ مالك عن حَرَام بن مُحَيِّصَةَ، والحديثُ مُسنَدٌ عن حَرَام من طُرُقٍ عن حَرَام بن مُحَيِّصَة، عن أبيه مُحَيِّصَةَ؛ أنّ ناقةَ البَراءِ. الحديث (٣).

العربيّة والتّرجمة (٤):

قوله: "وَالضَّوَارِي" يريد المعتادة للإذاية.

وأمّا قوله: "الحَرِيسَة" فَيحتَمِلُ أنّ يريد الّتي تُحرَسُ ويكون معها حافظُها، ويَحتمِلُ أنّ تكون: حريسة، أي: يُحتَرَسُ منها.

الفقه في أربع مسائل:

المسألة الأولى (٥):

اختلف علماؤنا في هذا الحديث، فقال أبو حنيفةَ (٦): لا ضَمَانَ على أرباب الماشيةِ


(١) في الموطَّأ (٢١٧٧) رواية يحيى، ورواه عن مالك: أبو مصعب (٢٩٠٤)، وسويد (٢٨٢)، ومحمد بن الحسن (٦٧٨)، والقعنبي عند الجوهري (٢٢٨)، والشّافعيّ في سننه: ٣٨٥، ومسنده: ١٩٥، وابن وهب عند الطحاوي في شرح معاني الآثار: ٣/ ٢٠٣، وابن بكير عند البيهقي: ٨/ ٢٧٩.
(٢) يقول ابن عبد البرّ في التمهيد: ١١/ ٨١ "هكذا رواه جميع رواة الموطَّأ -فيما علمتُ- مُرسَلًا، وكذلك أصحاب ابن شهاب عن ابن شهاب أيضًا هكذا مُرسَلًا" قلنا: وكلام ابن عبد البرّ فيه نظر، وقد تعقبه بشار عواد معروف في تعليقه على موطَّأ يحيى فانظره ففيه فوائد.
(٣) رواه عبد الرزّاق (١٨٤٣٧)، ومن طريقه أحمد: ٥/ ٤٣٦.
(٤) انظرهما في القبس: ٣/ ٩٣٣.
(٥) انظر الفقرة الأولى في القبس: ٣/ ٩٣٤.
(٦) انظر شرح معاني الآثار للطحاوي: ٣/ ٢٠٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>