للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مسألة (١):

قال ابنُ القاسم: فإن غَسل إحداهما بالأُخرى أجزأَه.

فإن قيل: كيف قال ابنُ القاسم هذا وقد رُوِيَ عن النَّبيِّ - صلّى الله عليه وسلم - أنّه كان إذا توضَّأَ يَدْلُكُ أصابعَ رِجلَيه بخِنصَرِهِ (٢).

الجواب عنه - قال علماؤُنا (٣): هو محمولٌ عندنا على الكمال والنّظافة.

حديث مالك (٤)، عن يحيى بن محمد بن طَحْلاء، عن عثمان بن عبد الرّحمن؛ أنّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ؛ أنّه سَمِعَ عمرَ بن الخطابِ يتوضَّأُ بالماءِ وُضُوءًا لِمَا تحت إِزَارِهِ (٥) الحديث.

قال الإمام الحافظ - رضي الله عنه -: الكلامُ في هذا الحديث في ثلاثة فصول: الفصل الأوّل في التّرجمة. الثّاني في الإسناد. الثالث في سرد المسائل.

الفصل الأوّل في الإسناد

قال الشّيخ أبو عمر (٦): "يحيى هذا مَدَنِيٌ. ويحيى هذا قليل الحديث جدًّا. وأمّا عثمان فَمَدَنِيّ قُرَشِىُّ، وهو عثمان بن عبد الرحمن، يجتمعُ مع طلحة في عُبَيدِ الله".


(١) هذه المسألة مقتبسة منْ الاستذكار: ١/ ١٨٠ (ط. القاهرة).
(٢) أخرجه أحمد: ٤/ ٢٢٩، وأبو داود (٤٤٦)، وابن ماجه (٤٤٦)، والترمذي (٤٠) وقال: "هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلّا من حديث ابن لَهِيعةَ"، والطبراني في الكبير: ٢٠/ ٣٠٦ (٧٢٨) كلهم من حديث الْمُستورِد بن شدّاد الفِهْريّ. وانظر تلخيص الحبير: ١/ ١٠٥.
(٣) المراد هو الإمام ابن عبد البرّ.
(٤) في الموطَّأ (٣٧) رواية يحيى. ورواه عن مالكٌ: محمد بن الحسن (١٠)، والزهري (٤٧).
(٥) يقول البوني في تفسير الموطَّأ: الورقة ٣/ ب "أراد بذلك الاستنجاء بالماء، فكنى عن ذلك بغيره تأدّبًا، ومنه قوله عَزَّ وَجَلَّ: {أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ} [النساء: ٤٣]، والغائط الموضع المطمئنّ من الأرض".
(٦) في الاستذكار: ١/ ١٨١ (ط. القاهرة).

<<  <  ج: ص:  >  >>