للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عربيّة (١):

قوله (٢): " أَعَافُهُ " معناه: أكرهُهُ، يقالُ: عِفتُ الشّيءَ أعافُه عِيَافًا، إذا كرهتُهُ. وعفته أعيفه عيافةً: من الزَّجر. وعافَ الطّير يعيفُ، إذا حام على الماء ليجد فرصةً فيشربَ.

وقوله:" فَجِيءَ بِضَبٍّ حَنِيذٍ" أو قال: "بِضَبٍّ مَحْنُوذٍ" والمحنوذُ: المشويُّ (٣).

وقيل: الشّديد الشّوي على الرَّضفِ، وهي الحجارة المُحماة.

وقال أبو الهيثم (٤): أصلُ المحنوذ من حناذ الخيل، وهو أنّ يظاهر عليها جُلٌّ فوق جُلٍّ لتَعْرَق تحته (٥).

وقال ابن عرفة: قوله: {جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ} (٦) أي: مشوي بالرِّضَاف حتّى يقطر عرقًا، يقال: حَنَذَتهُ الشّمس والنّار إذا شَوَتْهُ.

وقوله: " فَاجْتَرَرْتُهُ" يريد طبخته، والله أعلم (٧).

[ما جاء فى أمر الكلاب]

قال الإمام: الأحاديث في هذا الباب صِحَاحٌ خرَّجها الأيمّة.


(١) كلامه في العربيّة مقتبسٌ من المعلم بفوائد مسلم: ٣/ ٥٠.
(٢) في الموطَّأ (٢٧٧٥) رواية يحيي. ورواه عن مالك: أبو مصعب (٢٠٣٧)، وسُوَيْد (٧٣٦)، وابن القاسم (٧٠)، ومحمد بن الحسن (٣١٨)، والقعنبي عند الجوهري (١٣٠)، والشّافعيّ عند البيهقي: ٩/ ٣٢٣، ويحيي بن يحيي النيسابوري عند مسلم (١٩٤٥)، ومعن عند النسائي في الكبرى (٦٦٣٣).
(٣) انظر كتاب الألفاظ لابن السكيت: ٤٥٣، وغريب الحديث للخطابي: ١/ ٦٨٦، ٣/ ١٥١.
(٤) هو الإمام اللغوي أبو الهثم الرازي، المتوفّى سنة: ٢٧٦، انظر بغية الوعاة: ٢/ ٣٢٩.
(٥) انظر إصلاح المنطق لابن السكيت: ٨١، والأقتضاب لليفرني: ١١٠/ ب.
(٦) هود: ٦٩. وابن عرفة هو العالم اللغوي المشهور بنفطويه.
(٧) هذا السَّطر من إنشاء المؤلِّف. وقد وردت زيادة في نسخة ف رأينا إثباتها في الهامش؛ لأنّنا لا نستبعد أنّ تكون من تعليقات بعض النّساخ أو القراء، وأدرجت مع مرور الوقت داخل المتن، والزيادة هي: "والَّذي أكل النّبيُّ -عليه السّلام- من اللّحم سبعة أنواع: الإبل، والبقر، والغنم، والدّجاج، الأرنب، الحمار الوحشيّ، الخُبَارَي".

<<  <  ج: ص:  >  >>