للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

باب ما يَفْعَل من سَلَّمَ من رَكْعتَيْن سَاهِيًا

مالك (١)، عن أيُّوبَ بن أبي تَمِيمَةَ السَّخْتِيَانىِّ، عن محمّد بن سِيرِينَ، عن أبي هريرة؛ أنّ رسولَ الله - صلّى الله عليه وسلم - انصَرَفَ مِن اثنَتَيْنِ، فقال له ذُو اليَدَيْنِ: أَقَصرَتِ الصَّلاَةُ. الحديث.

الإسناد:

قال الشّيخُ أبو عمر (٢): ذكرَ مالك - رحمه الله - حديث أبي هريرة في قصَّةِ ذي اليدين مُسْنَدًا من طريقين: عن أيُّوب، عن ابن سيرين (٣)، عن أبي هريرة (٤). وعن داود بن الحُصَيْن (٥)، وفيهما جميعًا قوله: "أَصَدَقَ ذُو اليَدَينِ". وذَكَرَ الحديث عن ابن شهاب بإسنادين مُرسَلَيْنِ (٦)، وقال فيه: "ذُو الشِّمَالَيْنِ" ولم يُتابَع عليه، واللهُ أعلم. وسائرُ الآثار إنّما فيها "ذُو اليَدَينِ" وليس فيها "ذُو الشِّمَالَيْنِ".

وقال ابنُ وضّاح: إنّ ذَا اليدين استشُهِدَ يوم بَدْرٍ وإسلامُ أبي هريرةَ كان يوم خَيبَر (٧).

تنبيه على وهم:

قال الإمام: وهمَ ابنُ وضّاح في هذا؛ لأنّ الّذي استُشْهِدَ يوم بَدرٍ ذو الشِّمالين لا ذو اليَدَيْن، وكان ذُو اليَدَيْنِ رَجُلًا من بني سُلَيْم، حَلِيفًا لبَنِي زهرة (٨)، وكان يَبْطِشُ بيَدَيه جميعًا، فكان يقالُ له: ذو الشِّمالين، فكرِهَ رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - أنّ يقالَ له ذلك؛ لأنّ


(١) في الموطَّأ (٢٤٧) رواية بحس.
(٢) في الاستذكلار: ١/ ٢٢٠ (ط. القاهرة).
(٣) في النّسخ: "أيوب وابن سيرين" والمثبت من الاستذكار.
(٤) وهو الطريق الّذي أشرنا إليه آنفًا.
(٥) أخرجه مالكٌ في الموطَّأ (٢٤٨) رواية يحيى.
(٦) الإسناد الأوّل: "مالكٌ، عن ابن شهاب، عن أبي بكر بن أبي حَثْمَة" الموطَّأ (و ٢٤) رواية يحيى. والإسناد الثّاني: "مالكٌ، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيِّب، وعن أبي سلمة ابن عبد الرحمن" الموطَّأ (٢٥٠) رواية يحيى.
(٧) في النّسخ: "حنين" والمثبت من الاستذكار، وانظر التمهيد: ١/ ٣٤٦.
(٨) انظر الجرح والتعديل: ٣/ ٤٤٧، والاستيعاب: ٨/ و ٤٦٩، والتمهيد: ١/ ٣٦٣ - ٣٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>