للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما جاء في شُرْبِ الرَّجُل وهو قائمٌ

مالك (١)، أَّنَّهُ بَلَغَهُ؛ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَعَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَعُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ كانوا يَشْرَبُونَ قِيَامًا.

وعن سعْد بن أبي وَقَّاص وعائشة كَانَا لَا يَرَيَانِ بشُرْبِ الإِنْسَانِ وَهُوَ قَائِمٌ بَأْسًا (٢).

الإسناد (٣):

قال الإمام: إنّما رسمَ مالكٌ هذا البابَ وذكر فيه عن عمر وعليّ وعثمان وسَعْد وعائشة وابن عمر وابن الزّبير أنّهم كَانُوا يَشْرَبُونَ قِيَامًا لما سمع فيه من الكراهية والله أعلم، ولم يصحّ عنده الحظرُ، وصحّت عنده الإباحة، فذكرها في باب أُفْرِدَ لها من كتابه. وهو الأكثر عند العلماء، وعليه جماعة الفقهاء (٤).

وقد تعارضت الأحاديثُ هاهنا، فخرج أبو عيسى (٥) حديث قتادة، عن أنس؛ أنّ النَّبيَّ - صلّى الله عليه وسلم - نَهى عن الشُرْبِ قائمًا، فقيل: فَالأَكْلُ؟ قال: ذلك أَشَدُّ. حديث صحيح.

وذكر (٦) حديث نافع، عن ابن عمرَ، أنّهُ قال: كُنَّا نأكلُ ونحن نمْشِي،


(١) في الموطَّأ (٢٦٧٨) رواية يحيى، ورواه عن مالك: أبو مصعب (١٩٣٩)، وسويد (٧١١)، ومحمد ابن الحسن (٨٨١).
(٢) أخرجه مالك في الموطَّأ (٢٦٧٩) رواية يحيى، ورواه عن مالك: أبو مصعب (١٩٤٠)، وسويد (٧١١)، ومحمد بن الحسن (٨٨٠).
(٣) الفقرة الأولى من كلامه في الإسناد مقتبسة من الاستذكار: ٢٦/ ٢٧٧، وانظر الباقي في العارضة: ٨/ ٧٢ - ٧٣
(٤) وهو الّذي قاله ابن رشد في البيان والتحصيل: ١٨/ ١٨٩.
(٥) في جامعه (١٨٧٩).
(٦) في جامعه (١٨٨٠) وقال عقبه: "هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث عبيد الله بن عمر" والحديث أخرجه ابن أبي شيبة: ٨/ ٢٠٥، وأحمد: ٢/ ١٠٨، وعبد بن حميد (٧٨٥) والدارمي (٢١٣٢)، وابن ماجه (٣٣٠١)، وابن جان (٥٣٢٢، ٥٣٢٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>