للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى معرفة ذلك (١). وتعليلُ النّبيَّ - صلّى الله عليه وسلم - ذلك إنّما هو طريقٌ لا سبيلَ لنا إلى معرفته، فهو دليلٌ على أنّه حُكْمٌ مخصوصٌ به، ولو كان حُكْمًا يتعدَّى إلى غيره لعلَّلَهُ بما لنا من طريق إلى معرفته.

المسألة الرّابعة (٢):

وقولها: "لَا تُشَيِّعُوني (٣) بِنَارٍ" دليل على ما قال ابن حبيب: إنّما ذلك للتّفاؤل بالنار.

ويحتمل ما قال أيضًا أنْ يكون هذا من أفعال "الجاهلية، فَالشَّرِيعَةُ (٤) مُخَالَفَتُهُ إذا لم يمن له وجه مقصود في الشّريعة.

ويحتمل أنّ يمنع؛ لأنّه كان يُفْعَل على وجه الظّهور وللتَّعَالِي، والأوّل أحسن.

وقد روي عن أبي هريرة مرفوعًا إلى النّبيِّ - صلّى الله عليه وسلم -؛ أنَّه قال: "لَا تُشَيِّعُوا الْجَنَازَةَ بِصَوتٍ وَلاَ بِنَارٍ" (٥)، ولا أعلم بين العلّماء خلافًا في كراهيَّتِهِ.

باب التَّكبير على الجنائز

العربية:

التّكبير هو التّفعيل، مِنْ كبر، من قولك: الله أكبر، قال أهل العربية: "الله أكبر" معناه كبيرٌ وعظيمٌ وجليلٌ، وكذلك التَّسَبيحُ هو تفعيل، مِنْ سبّح يسبّح، وهو مصدر.

الفقه والفوائد المنثورة في هذا الباب:

وهي تسع مسائل:


(١) في المننقى: " ... لا طريق لنا إلى أنّ نعْلَم نحن في غيره من الأموات أنّ الله يبعثه ملبيًا".
(٢) هذه المسألة إلى قوله: " ... الظهور وللتعالي" مقتبسة من المنتقى: ٢/ ١٠.
(٣) في الموطّأ: "لا تتبعوني".
(٤) في المنتقى: "فشرعت".
(٥) أخرج ابن أبي شيبة (١١١٨٠) عن أبي سعيد قال: قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلم -: "لا تتبع الجنازة بصوت ولا بنار ... "، وأخرج مالكٌ في الموطّأ (٦٠٥) رواية يحيى، عن أبي هريرة؛ أنّه نهى أنّ يتبع بعد موته بنارٍ.

<<  <  ج: ص:  >  >>