للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأخبارها في "أنوار الفجر".

الترغيب في الصَّدَقَة

أدخل مالك في هذا الباب حديث سعيد بن يسار (١) المُرسَل (٢)؟ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "مَن تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ من كَسبٍ طَيِّبٍ، وَلاَ يَقبَلُ الله إِلَّا طَيبًا، كان كَمَن يَضَعُهَا في كَفِّ الرَّحمنِ، يُربِّيهَا له كما يُرَبِّيَ أَحَدُكُم فُلُوَّهُ أو فَصِيلَهُ، حتى تكونَ مثلَ الجَبَلِ".

وفي بعض طُرُقِهِ: "حتّى اللّقمة أو التمرة لتَأتي يوم القيامة مثل الجبل العظيم" (٣).

الأصول:

قال الإمام: ومصداق ذلك في كتاب الله قوله: {أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ} (٤)، وقوله: {يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ} (٥) وهذا من المعنى البديع أن يُفَسِّرَ الحديثُ بالقرآنِ، فعبر عن البائن في هذا المعنى عن مضاعفة الثواب على العمل. وكما (٦) يفعل في الصّدقة، كذلك يفعل في قيراط صلاة الجنازة، حتّى يجعل أصغره كأكبر جبلٍ وهو أحُد، وذلك من فضل الله على حسب ما يعلم من الصِّدق في النِّيَات، وخُلُوصِ الطَّويّات، والرّغبة في الخيرات، والمواظبة على الصّالحات.


(١) في الموطأ (٢٨٤٤) رواية يحيي، قال عنه ابن عبد البرّ في التمهيد: ٢٣/ ١٧٣ "وهو حديث صحيح مجتمع على صحّته".
(٢) يقول ابن عبد البرّ في الاستذكار: ٢٧/ ٣٩٣ "هكذا رَوَى يحيي هذا الحديث مُرسَلًا، وتابعه أكثر الرُّواة للموطأ على إرساله" قلنا: وممن تابعه على الإرسال: أبو مصعب (٢١٠٠) [لكن وقع موصولا في النّسخة المطبوعة وهو خطأ]، وسُوَيد (٧٨٥).
وقد رواه موصولًا: ابن بُكَير كما في مُسنَد الموطّأ للجوهري (٨٠٣)، والتمهيد: ٢٣/ ١٧٢ - ١٧٣، ورواه أيضاً معن بن عبسى كما في التمهيد: ٢٣/ ١٧٢.
(٣) أخرجه بهذا اللفظ ابن عبد البرّ في الاستذكار: ٢٧/ ٣٩٤، وأصل الحديث في البخاري (١٤١٠) ومسلم (١٠١٤).
(٤) التوبة: ١٠٤.
(٥) البفرة ٢٧٦.
(٦) من هنا إلى آخر الفقرة تقريبًا ورد في العارضة: ٣/ ١٦٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>