للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الإمام: هذا مخصوصٌ عندي بحديث كعب بن مالك كما تقدّم (١)، وقال النَّاس فيه كلامًا لبابه ما أشرتُ إليه.

تتميم (٢):

وَرُوِّينَا (٣) عن سفيانَ الثّوريّ أنَّه قال: "الظَّنَّ ظَنَّانِ: ظَنٌّ فيه إِثمٌ، وظَنٌّ ليس فيه إِثمٌ، فالظَّنُّ الّذي فيه الإِثمُ ما يَتَكلَّمُ المرءُ به، والظَّنُّ الّذي لا إِثمَ فيه مالم يتكلَّم به" (٤).

وقال عمر: "لا يَحِلُّ لامْرِىءٍ مسلمٍ سمعَ من أخيه كلمةً أنّ يظُنَّ شَرًّا وَهُو يجدُ لَهَا من الخير مَصدَرًا" (٥).

ومن حديث معاوية أنَّه قال: سمعتُ رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - يقول: "إِنِ اتَّبَعْتَ عَوْراتِ النَّاس أفسَدتَهُم، أو كِدتَ أنّ تُفسِدَهُم". قال أبو الدرداء: كلمةٌ سمعها معاويةُ فنَفَعَهُ الله بها (٦).

[ما جاء في المصافحة]

حديث مالك (٧)؛ عن عطاء الخُرَاسَانِيَ، قال: قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلم -: "تَصَافحُوا يَذهَب الغِلُّ، وَتَهادَوْا تحَابُّوا، وتَذْهَبِ الشَّحَنَاءُ".


(١) صفحة: ١٢٩ من هذا الجزء.
(٢) هذا التتميم مقتبس من الاستذكار: ٢٦/ ١٥١ - ١٥٢.
(٣) ورد مُسْنَدًا عند ابن عبد البرّ في التمهيد: ١٨/ ٢٠. وأورده أيضًا التّرمذيّ في جامعه: ٣/ ٥٢٨ قال: "وسمعت عبد بن حميد يذكر عن بعض أصحاب سفيان، قال: قال سفيان ... " الأثر.
(٤) يقول ابن العربي في العارضة: ٨/ ١٥٦ معلقًا على قول سفيان: "وقال غيره: ذلك في الزّمان الأوّل، حيث كان الغالب على النَّاس الخير، فأمّا اليوم، فهم أهل كلّ ظنّ. وقبل: ذلك يختلف بحال المظنون، وهو الصّحيح عندي؛ لأنّ من النَّاس من تتطرق إليه التهمة، ومنهم من لا تتطرق، فكل من تعرض للتهم، فلا يلومنَّ من أساء به الظنّ، والصِّيانة ترفع ذلك عن الصائن، فإن ظنّ به أحد ذلك أثم".
(٥) أورده ابن عبد البرّ في التمهيد: ١٨/ ٢٠ من رواية أشهب.
(٦) ورد مُسْنَدًا عند ابن عبد البرّ في التمهيد: ١٨/ ٢٣، والحديث أخرجه أبو داود (٤٨٥٢)، والطبراني في الكبير: ١٩/ ٣٧٩ (٨٩٠)، ومسند الشاميين: ١/ ٢٧٢ (٤٧٣).
(٧) في الموطَّأ (٢٦٤١) رواية يحيي، ورواه عن مالك: أبو مصعب (١٨٩٦)، وسويد (٦٨٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>