للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفائدةُ السّادسة (١):

قوله: "وَلَا تجَسَّسُموا" والتجَسُّسُ طِلّابُ الأخبار من عيوب النَّاس في الجملة، وذلك لا يجوز إِلَّا للأمام الّذي رتب لمصالحهم، وأُلقِيَ إليه زمام حفظهم. وأمّا التحسّس فهو طلب الخبر الغائب للشَّخص، وذلك لا يجوز لا للإمام ولا لسواه.

نكتَةٌ:

ويروى بالحاء، والحاء المعجمة، وقيل: معناه واحدٌ (٢)، وقيل: اثنان، التَحَسُّس بالحاء غير معجمة في الخير، والنَّهي في الشَّرِّ، وقيل في الّذي يروى للخبر، أنَّه نَهَى عنه؛ لأنّه يدعو إلى الشَرِّ.

الفائدةُ السّابعة:

قولُه: وَلَا تنَافَسُوا ؤلَا تَحَاسَدُوا" هل هما شيءٌ واحدٌ وفيهما معنى؟ فالجواب: أنّهما بمعنى واحد؛ لأنّ القرآن لا يتكرر إِلَّا لفائدة. وهذا الحديث أصل في الفصاحة، وعليه تتركَّب اللُّغة؛ لأنّ النّبيّ -عليه السّلام- أفصح ولد آدم.

الفائدةُ الثامنة (٣):

قوله: "وَلَا تَنَافُسوا" والتّنافس هو التَّحاسد في الجملة، إِلَّا أنَّه يتميز عنه بأنّه سببه، وكأنّه قيل له: لا ترى نفسك خيرًا من أحد حتّى يحملك ذلك على الحقد والحسد.

الفائدةُ التّاسعة (٤):

قوله (٥): "ولّا يَحِلٌّ لِمُسلِمٍ أنّ يَهجُر أَخاهُ فَوْقَ ثَلَاثٍ".


(١) انظرها في القبس: ٣/ ١٠٩٩.
(٢) حكاه الخطابي في غريب الحديث: ١/ ٨٤ عن بعضهم، وعزاه الزرقاني في شرح الموطَّأ: ٤/ ٢٦٣ إلى إبراهيم الحربيّ.
(٣) انظرها في القبس: ٣/ ١٠٩٩.
(٤) مضمون هذه الفائدةُ مقتبس من الاستذكار: ٢٦/ ١٤٩.
(٥) أي قوله - صلّى الله عليه وسلم - في حديث الموطَّأ (١٦٣٨) رواية يحيى.

<<  <  ج: ص:  >  >>