للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والآثار في هذا المعنى كثيرة جدًا انتقينا (١) منها هذه.

الفائدةُ الثّالثة (٢):

وأمّا "المباغضة" وهي الحالقة، فإنَّ صلاح ذات البين بها يقوم الإسلام من الصّلاة والحج وغير ذلك.

الفائدةُ الرّابعة (٣): التَّدابر

قال مالك (٤): لا أَحسبُ التَّدَابُرَ إِلَّا الإعراضَ عن أخيك بالسَّلام، فَتُدبرُ عنه بوجهِكَ.

قال الإمام: ما كان أغوصَ مالكًا على المقاصد، وما كان أعرفَه بالمصالح. أصل الفساد البغض، فنهى النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم - عنه، وينشأ عن البغض الإعراض، وهو أوَّل درجات التَّدابر، ويترتَّب على الأعراض اختلافُ الأهواء، ومُرُوجُ الأمور، وفسَّره بالأعراض لهذا المعنى.

الفائدةُ الخامسة (٥):

أمّا الظنّ، فهو حديث في النّفس عما يتوهّمه المرء، فإن كان عن دليل فالعمل عليه واجبٌ، وإن كان مسترسلًا أو عن شهوة فهو أكذب الحديث (٦).


(١) واضح فيما سلف أنّ الانتقاء كان من التمهيد والإحياء.
(٢) انظرها في القبس: ٣/ ١٠٩٨.
(٣) انظرها من القبس: ٣/ ١٠٩٨.
(٤) في الموطَّأ: ٢/ ٤٩٤ رواية يحيى.
(٥) انظرها في القبس: ٣/ ١٠٩٨ - ١٠٩٩.
(٦) كما ورد في الموطَّأ (٢٦٤٠) رواية يحيى عن أبي هريرة أنّ رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - قال: "إيَّاكُم والظَّنَّ، فإنَّ الظَّنَّ أكذَبُ الحديث"، ورواه عن مالك: أبو مصعب (١٨٩٥)، وسويد (٦٨٢)، ومحمد ابن الحسن (٨٩٦)، والقعنبي عند الجوهري (٥٦٠)، وإسحاق بن عيسى الطباع عند أحمد: ٢/ ٤٦٥، وروح بن عبادة عند أحمد أيضًا: ٢/ ٥١٧، وابن أبي أويس عند البخاريّ في الأدب المفرد (١٢٨٧)، والتنيسي عند البخاريّ أيضًا (٦٠٦٦)، ويحيى بن يحيى النيسابوري عند مسلم (٢٥٦٣)، وابن وهب عند الطحاوي في شرح مشكل الآثار (٤٥٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>