للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعند النّبيِّ - صلّى الله عليه وسلم - رَجُلٌ من عُظَمَاءِ المشركينَ، فجعلَ النبيُّ يُعْرِضُ عنه ويُقْبِلُ على

الآخَرِ. الحديث.

الإسناد:

قال الشّيخ أبو عمر (١): "لا خلافَ عن مالكٌ في جميع رواة الموطّأ في إرساله، وهو يَسْتَنِدُ من حديث عائشة، من رواية يحيى بن سعيد (٢)، ويزيد بن سِنَان" (٣).

وقيل: قد أسنَدَهُ من لا يُوثَق بحِفْظِهِ، وهي قصَّةٌ مشهورةٌ عند أهل السِّيَّر والتَّفْسير.

ذكر الفوائد المنثورة في هذا الحديث:

وهي ثلاثة فوائد:

الفائدة الأولى (٤):

قال علماؤنا (٥): في هذا الحديث دليلٌ على اعتناء السَّلَفِ بالسَّيَر (٦) وما ارتبطَ بها من عِلْمِ نُزُولِ القرآنِ، متَى نزلَ وفيمن نزلَ، والمَكِّيّ منه والمَدَنِيّ، والسَّفَرِيّ واللّيْلِيّ والنّهاري، وما نزلَ في الهواء وما نزلَ تحت الأرض، وما أشبه ذلك من عِلْمِ التّاريخ في مثل ذلك، فإنّه عِلْمٌ حَسَنٌ ينبغي الوقوف عليه والعناية به والميل بالْهِمَّة إليه.

الفائدة الثّانية:

قوله: "وكانَ عِنْدَهُ رَجُلٌ من عُظَمَاءِ المُشْرِكِينَ" يعني رؤساؤهم.

يقال: إنّه أُبَيّ بن خَلَف (٧).


(١) في التّهيد: ٢٢/ ٣٢٤.
(٢) أخرجه من هذا الطريق التّرمذيّ (٣٣٣١)، وأبو يعلى (٤٨٤٨)، والحاكم: ٢/ ٥١٤ وابن عبد البرّ في التمهيد: ٢٢/ ٣٢٥.
(٣) ذكره ابن عبد البرّ في التمهيد: ٢٢/ ٣٢٤.
(٤) هذه الفائدة مقتبسة من الاستذكار: ٨/ ٧٠.
(٥) المقصود هو الإمام ابن عبد البرّ.
(٦) في الاستذكار: "السيرة".
(٧) رواه ابن بَشكُوَال في غوامض الأسماء المبهمة: ١/ ١٤٨ وأبو يعلى في مسنده (٣١٢٣) من حديث أنس.

<<  <  ج: ص:  >  >>