للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى مثل تأويله؛ لأنّ هذا المتكلِّم ليس له تكليف العبادِ، وإنّما ذلك إلى الله والرَّسولِ.

وقال أبو بكر بن باقي (١): الشَّرطُ في طَلَبِ عِلْمِ الكلامِ ثلاثة أشياء:

أحدها: أنّ يطلبه للهَ تعالى لا لما سواه.

الثّاني: أنّ يُحْسِنَ العبارةَ فيه ما استطاعَ.

الثّالث: ألَّا يتكلَّم فيه إلّا مع أهله، واللهُ الموفّق للصَّوابِ.

الحديث الخامس:

مالك (٢)، عن يحيى بن سعيد، عن محمّد بن إبراهيم بن الحَارِثِ التَّيمِيِّ؛ أنّ عائشةَ أُمَّ المؤمنينَ قالت: كنتُ نَائِمَةً إلى جَنْبِ رَسُولِ اللهِ - صلّى الله عليه وسلم -، فَفَقَدْتُهُ مِنَ اللَّيْلِ، فَلَمَسْتُهُ بِيَدِي، فَوَضَعْتُ يَدِي عَلَى قَدَمَيْهِ وَهُوَ سَاجِدٌ يَقُولُ: "أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِن سَخَطِكَ، وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَبِكَ مِنْكَ، لَا أُحْصي ثنَاءً عَلَيْكَ، أَنْتَ كَمَا أَثنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ".

الإسناد:

قال الإمام: هذا حديثٌ مُرْسَلٌ، ولم يدرك محمّد بن إبراهيم التَّيمِيّ عائشة ولا رَوَى عنها، وسَنَدُه من طريقِ عُبَيْدِ الله بن عمر، عن محمَّد بن يحيى بن حبَّانَ، عن الأَعْرَجِ، عن أبي هريرة، عن عائشة قالت: فَقَدْتُ رسولَ الله - صلّى الله عليه وسلم - ذَاتَ لَيْلَةٍ مِنَ الفِرَاشِ (٣).

الأصول (٤):

قال علماؤنا: الرِّضَا هو تعلُّق الإرادة بالثَّوابِ، والسَّخطُ هو تعلُّق الإرادة بالعِقَابِ، والمُعَافَاةُ تعلُّق (٥) الإرادة بالسَّلاَمَةِ، والعُقُوبَةُ تَعَلُّق الإرادة بالعَذَابِ والمِحَنِ.


(١) من علماء الأندلس، يرد اسمه في بعض المصادر عرضًا.
(٢) في الموطّأ (٥٧١) رواية يحيى.
(٣) أخرجه من هذا الطريق مسلم (٤٨٦).
(٤) انظر كلامه في الأصول في القبس: ٢/ ٤١٤.
(٥) غ، جـ: "هو تعلّق" وأسقطنا "هو" بناءً على ما في القبس.

<<  <  ج: ص:  >  >>