للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإسناد:

هذا الحديث مُسْنَدٌ صحيحٌ متَّفَقٌ على صحَّته ومَتْنِه، خرَّجه الأيمَّة مسلم (١) والبخاري (٢) والتّرمذيّ (٣) وغيرهم (٤).

وفيه ثلاث فوائد:

الفائدةُ الأولى (٥):

فيه النّدب إلى الدُّعاء بذلك، أعني بالغُفران والرَّحمة تَأَسِّيًا به - صلّى الله عليه وسلم -. وإذا كان الدَّاعي النبيّ - صلّى الله عليه وسلم - وقد (٦) غُفِرَ له ما تقدَّمَ من ذنبه وما تأخّر، فأين غيره منه؟

قيل (٧): إنّما غفر له بشرط الاستغفار والدُّعاء، وألَّا يترك ذلك، وأنْ يعلِّم النّاس كيف يُقْتَدَى به.

والدُّعاء مخُّ العبادةِ، لِمَا فيه من الضَّراعة والخُضوع والإخلاص والرَّجاء للإجابة، وذلك صريح الإيمان واليقين {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}، والمؤمنُ بين خوفه ورجائه معتدلان، ومعلومٌ أنّ الأنبياء والرُّسُل أشدُّ خوفًا لله وأكثرُ إشفاقًا وَوَجَلًا، ولذلك كانوا أرفع الدّرجات وأعلى المنازل، وقد أثنى اللهُ تعالى على الّذين كانوا يؤتون ما أتوا وقلوبهم وَجِلَة.

الفائدةُ الثّانية (٨):

قوله: "وَأَلْحِقْنِي بِالرَّفيقِ الأَعْلَى" فمأخوذ من قوله تعالى: {مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ} الآية (٩) فأراد المرافقة معهم في الجنَّة.

وقيل: أراد بالرّفيق الأعلى ما علا فوق السّماوات السَّبع.


(١) في صحيحه (٢٤٤٤).
(٢) في صحيحه (٤٤٤٠، ٥٦٧٤).
(٣) في جامعه الكبير (٣٤٩٦).
(٤) كالإمام أحمد: ٦/ ٢٣١، وابن حبّان (٦٦١٨) وغيرهما.
(٥) هذه الفائدةُ مقتبسة من الاستذكار: ٨/ ٣٤٥.
(٦) غ: "قد"، جـ: "فقد" والمثبت من الاستذكار.
(٧) هذه الفقرة ليست من الاستذكار.
(٨) هذه الفائدةُ مقتبسة من الاستذكار: ٨/ ٣٤٦ بتصرُّف وزيادات.
(٩) النِّساء: ٦٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>