للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كَانَ يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ تَقُولُ: وَأَيُّكُمْ أَمْلَكُ لإِرْبِهِ مِنْ رَسُول اللهِ - صلّى الله عليه وسلم -.

الإسناد:

هذا حديث مُرْسَلٌ، وقد يسْنَدُ عن عائشة صحيحًا (١).

الفقه في مسألتين:

المسألة الأولى (٢):

قد رُوِيَ أنَ "الْقُبْلَةَ لِلصَّائِمِ لَا تَدْعُو إلَى خَيْرٍ" (٣)، يريد أنّها من دَوَاعِي الجِمَاعِ، وهو ممّا يُفْسِدُ الصَّوْمَ، فليس في قصدها والفعل لها (٤) لمن لا يملك نَفْسَه إِلَّا التَّغرير بِصَوْمِهِ، وأمَّا من ملك نفسه فلا حَرَجَ عليه.

وقد قال ابنُ عبَّاس: إنّ عروق الخِصْيَتَيْنِ مُعَلَّقَةٌ بالأَنْفِ، فإذا وجد الرِّيح تحرَّكَ، وإذا تحرّك دَعَا إلى ما هُوَ أكثر من ذلك، والشّيخُ أَمْلَكُ لإِرْبِهِ (٥).

المسألة الثّانية (٦):

قوله (٧): "فَضَحِكَتْ" يحتمل معانٍ كثيرة:

١ - الأوّل: أنّ تكون عائشة تضحك عند ذلك لما كانت تخبر به من مثل هذا، ولعلّها هي المخبر عنها، والنِّساء لا يحدِّثن الرِّجال عن أنفسهنّ بمثل هذا، فكانت تبتسم لإخبارها به لحاجة النّاس إلى معرفة هذا الحكم.

٢ - وقال الدّاوُدِيُّ: يحتمل أنّ تضحك تَعَجُّبًا ممّن يخالفها في ذلك.

٣ - ويحتمل أنّ تذكر (٨) حبّ النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم - إيّاها، فتضحكُ سرورًا لذلك، وما قدّمناهُ أَوْلَى.


(١) وصله البخاريّ (١٩٢٧)، ومسلم (١١٠٦).
(٢) الفقرة الأولى من هذه المسألة مقتبسة من المنتقى: ٢/ ٤٧.
(٣) رواه مالكٌ في الموطّأ (٨٠٣) رواية يحيى، من قول عُرْوَة بن الزبير.
(٤) في المنتقى: "بها".
(٥) أخرجه ابن عبد البرّ في التمهيد: ٥/ ١١٠ - ١١١. وأورده المؤلِّف في العارضة: ٣/ ٢٦٢ - ٢٦٣ وقال: "وهذه رواية باطلة، فلو كان هذا علمًا لكان رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - أعلم به".
(٦) ما عدا المعنى الرّابع مقتبس من المنتقى: ٢/ ٤٦.
(٧) أي قول عروة في الموطَّأ (٧٩٨) رواية يحيى.
(٨) في المنتقى: "تستذكر".

<<  <  ج: ص:  >  >>