للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صورة واحدة واختلفت فيها الأنظار، أو صورًا مختلفة يرجع كلّ قولٍ إلى أحَدٍ منها (١). وذلك هو المنهج الَّذي سار عليه ابن أبي زَيْد في كتبه الموسَّعة, ويعتبر "كتاب النوادر" الَّذي طبع في بيروت بدار الغرب الإِسلامي، بمثابة الجامع" في أمهات الكتب الفقهية المالكيّة من المسائل والخلاف والأقوال، فهو مَعْلَمَةٌ فقهيّة شاملةٌ. كما يعتبر "كتاب النوادر" في نظر شيخ شيوخنا محمَّد الفاضل بن عاشور (٢) من أعظم الكتب الفقهيّة وأعونها على تكوين الملَكَة الفقهيّة الحقّ، والتّخريج على حُسْن الفهم ودِقَّةِ التّنزيل وبَراعة التّعليل، فقد جمع فيه صُوَرَ الحوادث الَّتي لم تنصّ أحكامها في "الْمُدَوَّنَة"، واهتم بأكثر الصُّوَر الَّتي تعرض في عصره في القيروان، فبيَّنَ أحكامها بحسب تنزيل النُّقول وتحقيق مناطها، أو الجواب عنها مما يتخرَّجُ من الأصول أو من النُّقول على سُنُّةِ الاجتهاد في المسائل.

وأغلب النقول عن ابن أبي زيد (٣) وكتابه "النّوادر" كانت بواسطة "المنتقى" للباجي (٤).


(١) أعلام الفكر الإِسلامي في تاريخ المغرب العربيّ لمحمد الفاضل بن عاشور: ٤٦ - ٤٧.
(٢) في المصدر السابق: ٤٨.
(٣) وبهذه الصيغة أحال على "النوادر" كما في: ٦/ ٢٣٦. وأحال عليه في موضع آخر بقوله: "قال أبو محمَّد بن أبي زيد": ٢/ ٣٠. كما اختار في: ٢/ ٢٠ صيغة: "قال الشيخ أبو محمَّد".
(٤) انظر على سبيل المثال: ٢/ ١٥٤. ٥/ ٤٨، ٣٢٥. ٦/ ٢٣٣ , ٢٥٤ , ٣٠٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>