للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المشهورة في المذهب المالكي. ومن العجيب أن تهمل جلّ كتُب التراجم وكتب الفقه هذا الكتاب (١)، فلم نجد في ضوء المصادر المتوفِّرة لدينا مَنْ ذكرَهُ أو نَقَلَ منه، ما عدا ابن الأبار (٢) الَّذي نصَّ على أن أبا الربيع سليمان بن حَكَم الغافقيّ (ت. ٦١٨) صنع رجزا في الفقه على مذهب مالك، تتبّع فيه كتاب "الخصال الصغير" وأبوابه. ومن العجيب أيضأوالطريف في ذات الوقت أن يكون صاحبنا ابن العربيّ هو أول من أدخل هذا الكتاب إلى الغرب الإِسلامي ضمن النفائس الَّتي جلبها معه من رحلته إلى المشرق العربيّ (٣)، ومن عجائب الاتفاق الإلهي أن تصمد هذه النُّسخة أمام غمرات الحوادث وكتاف الشدائد، وتنجو من أعين جواسيس محاكم التفتيش، وثقافة الحقد الصليي الكريه، فتصل إلينا


(١) صدق أستاذنا لطفي عبد البديع الَّذي قال: "للكتب مصائر كمصائر البَشَر، فمنها ما يُصافحُ النهار ويتألَّق في حُلَلٍ شَتَّى، ومنها ما يَطويه اللَّيل وتضمّه في ظلمانها القراطيس، ويتعذَّر عليه الكلام كما يَتعذَّر على كلّ حبيسٍ" مقدِّمة الذّخيرة في محاسن الجزيرة لابن بسّام الشنْتَرِيني: القسم: ٢، الجلد: ١، الهيئة المصرية، القاهرة, ١٩٧٥ م.
(٢) في التكملة لكتاب الصِّلة: ٤/ ٩٩، التّرجمة رقم: ٢٨٩. وعنه ابن أيْبَك الصَّفَدِيّ في الوافي بالوَفَيَات: ١٥/ ٣٧٠.
(٣) نص على ذلك في كتابه سراج المريدين: لوحة ٢٣٨/ ب [نسخة الغماري المصورة بدار الكتب المصرية].

<<  <  ج: ص:  >  >>