للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على أن ما ورد عند سزكين في تاريخ التراث العربيّ في مادة الفقه المالكي (مالك- الموَطَّأ)؛ بأن النُّسخة ترجع إلى ١٠٢٩هـ إن لم يكن خطأ في الطبع تولد عن أن الصفر تقدم رقم (٢)؛ فإنَّه خطأ في القراءة لا محالة، خصوصا أن النّاسخ نصَّ على ذلك في نهاية السِّفْر الثالث بالعبارة.

ومهما يكن من أمر؛ فإنُّ التنصيص على سنة: ١٢٠٩ هـ قد يفهم منه على أن النُّسخة قد كتبت كلّها في هذه الحسنة، على حين أن قراءة أواخر الأجزاء كلّها يفيد أنَّ الجزء الثاني كمل في العشر الأواخر من رمضان ١٢٠٨ هـ. وأن السِّفر الرابع تمَّ في ٢٨ رمضان سنة: ١٠٢٩هـ.

والنُّسخة كتبت بخط مغاربي واضح، إلَّا بعض العناوين فقد كتبت بخط مشرقي، ولعلَّ النّاسخ ورَّاق يَحتَرِف النّسخ ويُجيدُ الخطّ المغربي والمشرقي. ومقاسها: ٢٠٥/ ٣٠٠ مم، وكُتبت العناوين بالخطِّ الأحمر.

ومن أسفٍ؛ فإنَّ كتاب البيوع ساقط منها، مما اضطرّنا إلى اعتماد نسخة القرويِّين فقط، وهذا النقص هو الَّذي أشار إليه قديما شيخ النهضة الإِسلامية في الجزائر عبد الحميد بن باديس في ترجمته لأبي بكر بن العربيّ (١)، حيث قال: "وكتاب المسالك ومنه نسخة في مكتبة الجزائر (يقصد هذه النُّسخة) بها نقْصٌ، وعندنا منه جزء فيه ما يكمِّل ذلك النقص" (٢).


(١) في تذييله على كتاب العواصم من القواصم: ٢/ صفحة: س [ط. المطبعة الجزائرية الإِسلامية، سنة: ١٣٤٧].
(٢) تعتبر المكتبة الخاصة للشيخ عبد الحميد بن باديس من جملة المكتبات الَّتي لعبت بها الأيادي الآثمة، فقد ذكر لنا والدنا الشيخ الحسين السُّليماني -رحمة الله عليه- أن =

<<  <  ج: ص:  >  >>