(٢) وذلك أنَّ وجه جواز الزّيادة اليسيرة: أنّ ذلك في حكم الحولين؛ لانّ المرضع قد لا يستغني بالطعام لضعف قوته من الاغتذاء بغيره، فكان ما قاربها في حكمها لهذا المعنى وليس لما قدّر بشهر أو شهرين دليل يتحرّز. (٣) الحديث (١٧٧٥) رواية يحيى. (٤) يقول محمّد الطّاهر بن عاشور في كشف المغطّى: ٢٦٧ "ما كان ينبغي أنّ يختلف أهل العلم في أنّ الرَّضاعة بعد الكِبَرِ، أي بعد استغناء الطّفل عن اللّبن غير موجبة حُرمة مُلحقة بحرمة النّسَب، ولو أوجبت ذلك لكان حكم الرَّضاع عبثًا، مع أنَّ الشّريعة إنَّما جُعلت له تلك الحُرمة ما لأجل أشبه به النَّسب في استبقاء حياة الطّفل واختلاط لَبَن المرضع بلحمه ودمه حين لا يُغني عنه غيره .... ولا ينبغي أنّ يشكْ في أنَّ إذن النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم - لسَهْلَة بنت سُهَيل في أنّ يدخل عليها سالمٌ مولى أبي حُذَيْفَة مُتَبَنِّى أبي حُذَيْفَة زوجها، إنّما كان على وجه الرّخصة لها، إذ كان حكم إرجاع المتَبَنِّيْن إلى الحقيقة في اعتبارهم أجانب من جهة النَّسب، حُكمًا قد فاجأهم، في حبن كان التّبنِّي فاشيا بينهم، وكانوا يجعلون للمتبنِّين مثل ما للأبناء، فشقَّ ذلك عليهم، وامتثلوا أمر الله تعالى في إبطاله. وكانت سَهْلَةُ زوجُ أبي حُذَيفة بحال احنياج إلى خدمة سالم واختلاطه بهم، إذ لم يكن لها إلّا بيت واحد، فعذَرها رسولُ الله - صلّى الله عليه وسلم - ورخّص لها أنّ يدخل سالم عليها وهي فُضُل، وجعل تلك الرّخصة معضدة بعمل يُشبه ما يبيح الدخول أصالةً، محافظة على حكم إبطال التَّبنِّي بقَدْر ما =