للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنها: الصّلاةُ على الجنائز.

وقيل: الصّلاةُ من الله رحمةٌ (١)، ومنَ الملائكةِ استغفارٌ، ومنَ المؤمنينَ دُعاءٌ.

وذهب عبد الوهّاب (٢) إلى أنّها مُجْمَلَةٌ، وإن هذا اللّفظ يقعُ على الرُّكُوعِ والسُّجودِ وسائر ما تشتمل عليه الصّلاة من سائر الأقوالِ والأفعالِ.

وذهب علماؤُنا (٣) إلى أنّها لفظةٌ عامَّةٌ، إلا أنّها واقعةٌ على الدُّعاء فيها خاصّة، وأنّ سائرَ الأقوالِ والأفعالِ سردت فيها ومعانٍ تقترن بها.

واشتقاق الصّلاة الّتي هي ركوعٌ وسجودٌ من الصَّلاَ، وهو عِرْقٌ في موضعِ الرِّدْفِ، وهما صَلَوَان.

وقيل: هو العظمُ الّذي فيه مَغْرِزُ الذّنب، فمعنى قوله: صلّى فلانٌ، أي حنا ذلك الموضع.

وقيل: هو السابق من المُصَلِّي من الخيل (٤)؛ لأنّ النبي -عليه السّلام- أوّل من صلَّى مع جبريل فكان سابقًا، وكان كلّ مَنْ بَعْدَه مُصَلِّيًا.

وقيل: الصّلاةُ مأخوذة من التّصلية، من قولهم: صَليتُ العُودَ، إذا ليّنته بالنّار، وهو أن تُدْنِيهِ من النَّارِ إذا كان يابسًا، فإذا أصابه حَرٌّ النّار لاَنَ فيسهل تقويمُه، قالوا: فصلاةُ العبدِ من هذا؛ لأنّه إذا قام بين يَدَي الله تعالى أصابه من معرُوفِهِ ورحمتِهِ ما يلينُ به ويستقيم اعوجاجُه.


(١) انظر العارضة: ٢/ ٢٦٨.
(٢) نقل المؤلف قول عبد الوهاب من المنتقى: ١/ ٤. ويحتمل أن يكون قول عبد الوهاب قاله في شرح الرسالة.
(٣) المراد وابن خويز منداد كما نَصَّ على ذلك الباجي في المنتقى: ١/ ٤.
(٤) انظر غريب الحديث لأبي عبيد: ٣/ ٤٨٥، والزاهر لابن الأنباري: ١/ ٢٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>