للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ؤهَل أَرِدن يَومًا مِيَاهَ مَجَنَّةِ (١) ... وَهَل يَبدُوَن لِي شَامَةٌ وَطَفِيلُ

قَالَث عَائِشَةُ رَضِيَ الله عَنْهَا: فَجِئتُ رَسُولَ الله - صلّى الله عليه وسلم - فَأَخبَرتُهُ فَقَالَ: "اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَينَا المَدِينَة كَحُبِّنَا مَكَّةَ أَوْ أَشّدَّ، وَانقُل حُمَّاهَا وَاجعَلهَا بِالجُحْفَةِ" (٢).

حديث مالك (٣)، عن يحيى بن سعيد، أنّ عائشة (٤) زوج النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم - قالت: وكان

عَامِرُ بنُ فُهَيرَةَ يقول:

قَد رَأَيتُ المَوتَ قَبلَ ذَوقِهِ

إِنَّ الجَبَانَ حَتفُهُ من فَوقِهِ

وزاد (٥) ابنُ عُيَينَةَ (٦) في هذا عن عامر بن فُهَيرَةَ:

كَالثَّورِ يَحمِي جِلدَهُ بِرَوقِهِ (٧)

وذكر أنّ الدّاخلَ عليهم والسّائلَ لهم عن أحوالهم، والقائلَ لكلِّ واحد منهم: كيفَ تجدُكَ، رسولُ الله لا عائشة.

والصّحيحُ ما رواه مالك: لأنّه لم يختلف الرّواةُ عنه في ذلك، وأنّه جَوَّدَهُ سَنَدًا ومعنىً.


(١) مجنّة: هي سوق للعرب في الجاهلية، كانت تقوم في العشر الأواخر من ذي القعدة، وهو جبل بأسفل مكّة على بعد أميال، ويرى عاتق البلادي أنّ بلدة بحرة الواقعة بين مكّة المكرمة وجُدّة في منتصف المسافة تقريبًا هي مجنة السوق المشار إليها، أو أنّه غير بعيد عنها. انظر: معالم مكّة التاريخية والأثرية: ٢٤٥ - ٢٤٧، ومعجم معالم الحجاز: ٣٠ - ٣٣، ومعجم ما استعجم: ٢/ ١١٨٧.
(٢) الجُحفة: موضع بين مكّة المكرمة والمدينة المنورة، وهي ميقات أهل مصر والشّام إذا لم يمروا على المدينة المنورة فإن مرّوا على المدينة فميقاتهم ذو الحليفة، وتبعد ٢٢ كيلًا شرق رابغ، مع ميل إلى الجنوب، انظر؛ محجم ما استعجم: ١/ ٣٦٧ - ٣٧٠، ومعالم الحجاز: ٢/ ١٢٢ - ١٢٦، وقلب الحجاز: ٨٧ - ٩٣.
(٣) في الموطَّأ (٢٦٠٤) رواية يحص، ورواه عن مالك: أبو مصعب (١٨٥٩).
(٤) فيه انقطاع؛ لأنَّ يحيى لم يدرك عائشة، وهو موصول في المصادر. انظر: التمهيد: ٢٢/ ١٩٢.
(٥) الكلام التالي ما عدا السَّطر الأخير مقتبس من إلاستذكار: ٢٦/ ٤٦.
(٦) أخرج هذه الزِّيادة الحميدي (٢٢٣)، وعنه ابن عبد البرّ في التمهيد: ٢٢/ ١٩٢.
(٧) معناه: "يذبُّ عن نفسه بقَرنِه، والرَّوقُ: القَرنُ"، قاله الخطابي في غريب الحديث: ٢/ ٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>