للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإسناد (١):

قال يحيى: "يُهَاجِرُ أَخَاهُ" وسائر الرّواة عن مالك يقولون: "يَهجُر" (٢)، والحديث صحيحٌ مُسنَدٌ.

الفوائد المنثورة:

وهي تسعة:

الفائدةُ الأولى (٣):

قوله: "لَا تَبَاغَضُوا" معناه: النّدب إلى رياضة النَّفْسِ عن التَّحَابِّ؛ لأنّ المحبَّة والبِغضَةَ لا يكادُ المرءُ يغلِبُ فيهما على نفسه، بدليل قوله تعالى: {لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ} الآية (٤).

وقال - صلّى الله عليه وسلم -: "الأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ، فَمَا تَعَارَفَ مِنهَا ائْتَلَفَ، وَمَا تَنَاكَرَ مِنهَا اختَلَفَ" (٥) وقد تقدَّمَ (٦) حديث أبي الدَّرداء: أنّ البِغضَةَ حالقةُ الدِّينِ؛ لأنّها تبعث على الغِيبَة، وسَتْرِ المحاسن، وإظهار المساويء، وربَّما أدت إلى ما هو أكثر من ذلك.

وحقيقة البغض: هي كراهية النفس للمرء وصفاته.

الفائدةُ الثّانية:

قوله: "وَلَا تَحَاسَدُوا": وحقيقةُ الحسدِ (٧): تمنِّي نقل النِّعمة من غيرك إليك، فينبغي للمرء أنّ يسأل الله من فضله.

وهو ينقسم قسمين: محمودٌ، ومذموم.


(١) ما عدا الجملة الأخيرة مقتبس من الاستذكار: ٢٦/ ١٤٧، وانظر التمهيد: ٦/ ١١٥.
(٢) انظر تعليقنا قبل الفائت ففيه ذكر لمختلف الروايات عن الإمام مالك.
(٣) هذه الفائدةُ مقتبسة من الاستذكار: ٢٦/ ١٤٧ ما عدا السَّطر الأخير فهو في القبس: ٣/ ١٠٩٨.
(٤) الأنفال: ٦٣.
(٥) أخرجه مسلم (٢٦٣٨) من حديث أبي هريرة، وأخرجه البخاريّ (٣٣٣٦) من حديث عائشة تعليقًا.
(٦) صفحة: ٢٥١ من هذا الجزء.
(٧) انظره في القبس: ٣/ ١٠٩٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>