للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأمّا النفسُ، فتكون مثل ما فعل الصِّدِّيق - رضي الله عنه - لمّا دخل مع النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم - الغَارَ، أرادتِ الحيَّةُ أنّ تخرج من الجُحرِ فسدَّهُ برِدَائِهِ، ففداهُ بنفسه (١).

وكما تَرَّسَ عليه طلحة بِبَدَنهِ، وكما نام عليّ بن أبي طالب - رضي الله عنه - على الفراش في البرد بدلًا منه (٢)، على ما أوردنا في "الكتاب الكبير".

حديث مالك (٣)؛ عن سُهَيلِ بن أبي صالح، عن أبي صالح السَّمَّانِ، عن أبي هريرة؛ أنَّ رسولَ الله - صلّى الله عليه وسلم - قال: "تُفتَحُ أَبوَابُ الجَنَّةِ يَومَ الاثنَينِ وَيَومَ الخَمِيسِ، فَيُغفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ مُسلم لَا يُشرِك بِالله شَيئًا، إلَّا رَجُلًا كَانَت بَينَهُ وَبَينَ أَخِيهِ شَحنَاءُ، فَيُقَالُ: أَنظِرُوا (٤) هَذَين حَتَّى يَصطَلِحَا".

وفي الحديث الآخر (٥): "فَيُقَالُ: اترُكوا هَذَينِ حَتى يَفِيئَا، أوِ اركُوا هَذَينِ حَتَّى يَفِيئَا".

الإسناد (٦):

قال الإمام: حديثُ سُهَيل مُسنَدٌ حسن (٧)، وحديث مسلم بن أبي مريم هو حديث موقوف عند جماعة رُوَاةِ "الموطَّأ" (٨) وقد رواه ابنُ وهبٍ، عن مالك، عن مسلم، عن


(١) حكاها ابن هشام في سيرته: ١/ ٤٨٦ عن بعض أهل العلم عن الحسن البصري، ورواها رزين كما في مشكاة المصابيح (٦٠٢٥).
(٢) انظر مسند أحمد: ٥/ ٢٦ - ٢٧ (ط. شاكر)، وسيرة ابن هشام: ١/ ٤٨٢، وجوامع السيرة لابن
حزم: ٩٠.
(٣) في الموطَّأ (٢٦٤٢) رواية يحيى، ورواه عن مالك: أبو مصعب (١٨٩٧)، وسويد (٦٨٣)، وإسحاق بن عيسى الطباع عند أحمد: ٢/ ٤٦٥، وموسى بن داود عند أحمد أيضًا: ٢/ ٤٠٠، وابن أبي أويس عند البخاريّ في الأدب المفرد (٤١١)، وقتيبة بن سعيد عند سلم (٢٥٦٥).
(٤) بهمزة قطع مفتوحة في أوَّله، وبكسر الظّاء، على أنَّه أمرٌ من الإنظار وهو التأخير.
(٥) في الموطَّأ (٢٦٤٣) رواية يحيى.
(٦) كلامه في الإسناد مقتبس من الاستذكار: ٢٦/ ١٣٦ - ١٣٧.
(٧) في الاستذكار: "مسند صحيحٌ حَسَنٌ".
(٨) انظر على سبيل المثال: رواية أبي مصعب (١٨٩٨)، ورواية سُويد بن سعيد (٦٨٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>