كتاب المسالك في شرح موطأ مالك

كتاب الجامع - ما جاء في معى الكافر - ج: 7 - ص: 344

وقال الحسن: قال -عليه السّلام-: الفكرُ نصف العبادة، وقلّةُ الطّعامِ هي العبادة (١).

وفي الخبر؛ أنّ رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - كان يجوع من غير عَوزٍ، أي مختارًا له (٢).

وقال الحسن: قال -عليه السّلام-: "أفضلكم منزلة عند الله أطولكم جوعًا وتفكُّرًا (٣)، وأبغضكم إلى الله تعالَى كلّ نوَّام أكول شروب" (٤).

وقال -عليه السّلام-: "لا تُمِيتُوا القلوبَ بكثرة الطّعامِ والشّراب؛ فإنَّ القلبَ كالزَّرع يموتُ إذا كثر عليه الماء" (٥).

وقال -عليه السّلام-: "أهل الجوع في الدّنيا هم أهل الشِّبع في الآخرة" (٦).

وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: سمعتُ رسولَ الله - صلّى الله عليه وسلم - يقول: "أَدِيمُوا قَرعَ باب الجنَّة يُفتَحُ لكم، قلت: وكيف نديمُ قرعَ باب الجنَّة؟ قال: بالجوع والظَّمأ" (٧).

والقاعدة في هذا المعنى: قوله في الصّحيح: "ما ملأ ابنُ آدم - أو قال: آدميّ - وعاءًا شرًّا من بطنه، حَسبُ ابنِ آدمَ لُقَيمَاتٌ يُقِمْنَ صُلبَه، وإن كان لا مَحَالةَ فثُلُثٌ لطعامه، وثلثٌ لشرابه، وثلثٌ لنفسه" (٨).

وأمّا قوله: "المُؤمِنُ يَأكُلُ في مِعىً وَاحدٍ والمُنَافقُ يَأكُلُ في سَبعَةِ أَمعَاءٍ، أي: يأكل سبعة أضعاف ممّا يأكل المؤمّن، أو تكون شهوته سبعة أمثال شهوته، وذكر المِعَى كناية عن الشّهوة؛ لأنّ الشّهوة هي الّتي تقبل الطّعام وتأخذه كما تأخذه المِعَى، وليس

---

(١) لم يجد العراقي في المغني: ٣/ ٨٠ - ٨١ لهذا الحديث أصلًا.
(٢) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان: وقال عنه العراقي في المغني: ٣/ ٨١ "إسناده معضل".
(٣) في الإحياء بزيادة: "في الله سبحانه".
(٤) ذكر العراقي في المغني: ٣/ ٨١ أنّه لم يجد لهذا الحديث أصلًا.
(٥) قال عنه العراقي في المغني: ٣/ ٨١ "لم أقف له على أصل".
(٦) أخرجه الطبراني في الكبير (١١٦٩٣)، وأبو نعيم في حلية الأولياء: ٣/ ٣٤٦ من حديث ابن عبّاس، وقال عنه العراقي في المغني: ٣/ ٨٢ "إسناد ضعيف".
(٧) لم يجد العراقي في المغني: ٣/ ٨٢ لهذا الحديث أصلًا.
(٨) أخرجه أحمد: ٤/ ١٣٢، والترمذي (٢٣٨٠) وقال: "هذا حديث حسن صحيح"، والنسائي في الكبرى (٦٧٦٩)، وابن حبّان (٦٧٤)، والحاكم: ٤/ ١٢١، ٣٣١.