للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن الحديث الحَسَن: قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - في الجار: "من حفظ جاره، جاز يوم القيامة على الصِّراط، ونجا من النّار، ووصل إلى الجنّة" (١).

ومن الحديث الحسن: قال رسولُ الله - صلّى الله عليه وسلم -: "ما آمنَ عبدٌ بالله العظيم مَنْ باتَ شبعان وجاره جيعان، ومن باتَ ريّان وجاره عطشان" (٢).

وكان سفيان الثّوريُّ يقول: "إذا طبختَ قِدْرًا فأَكْثِرْ ماءَهُ، واغرف منه لجارِكَ، فإنّ كلَّ جارٍ متعلّق بِجارهِ يومَ القيامةِ" (٣).

ورُوِي أنّ الجار يتعلّق بجاره فيقول: "يا ربِّ! جَارِى ي هذا خَانَنِي في دار الدّنْيا ولم ينصحني، فيقولُ الله له: يا عبدي، لِمَ خنتَ جارك؟ فيقولُ العبدُ: وعِزَّتِك يا ربّ وجلالك ما خنْتُهُ لا في مالٍ ولا في أهل، وأنتَ أعلمُ، فيقولُ الجارُ: يا ربِّ، رآني على المعاصي ولم يردّني عنها" (٤).

فعلى المرء أنّ يوقِظَ جارَهُ من الغَفَلاتِ، وينقله إلى الطّاعات، ويأمره بإقامة الصّلوات، وهذا من حقوق الجوار.

وقيل: إنَّ الجار الصّالح يشفعُ يومَ القيامةِ في جيرانه ومعَارِفِهِ وقَرَابَتِه.

وأنشدني بعض الأصحاب:

يا حَافِظَ الجَارِ يَرْجُو أنّ يَنَالَ بِهِ ... عفْوَ الإلَهِ وعَفْو الله مَذْكُورُ

الجَارُ يشْفَعُ للْجِيرَانِ كلّهِم ... يَوْمَ الحِسَابِ وذنب الجَارِ مَغْفُورُ


(١) لم نقف على من أخرجه.
(٢) لم نقف على الحديث بالألفاظ نفسها، وله شواهد كثيرة، منها حديث ابن عبّاس أخرجه عبد بن حميد في مسنده (٦٩٤)، والبخاري في الأدب المفرد (١١٢)، وهناد في الزهد (١٠٤٤)، والطبراني في الكبير (١٢٧٤١)، وأبو يعلى (٢٦٩٩)، والبيهقي في شعب الإيمان (٣٣٩٨).
(٣) يشهد للقسم الأوّل منه ما رواه مسلم (٢٦٢٥) من حديث أبي ذرّ.
(٤) لم نقف عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>