للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإسناد:

قال الإمام: هذا حديث صحيحٌ، وقد خَرَّجَهُ الأيمّة بألفاظٍ مختلفةٍ؛ وفي المصنّفات أنّ باغية من بغايا بني إسرائيل، سقت كلبًا بخفّها أو بثوبها، فغفر الله لها (١).

وحديث سراقة بن جعشم؛ أنّه أنّ النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، أرأيت الضَّالَّة تَرِدُ على حوضي، هل فيها من أجر إنَّ سَقَيْتُها؟ قال: نعم، في الكَبِدِ الحرَّى أَجْرٌ (٢)، وهذا الحديث يُرْوَى عن مالك أو من حديث مالك ولم يثبت عندي من طريق يوثَق به.

عربيّة (٣):

قوله: "فإذا كلبٌ يَلْهَثُ" يقال في الماضي: لَهَثَ بفتح الهاء وكسرها، وفي المستقبل: يَلْهَثُ بالفتح، قال الله العظيم: {فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ} (٤). واللَّهَثُ شِدَّةُ تواتُرِ النّفسِ من التَّعَبِ أو غيره، ويحتَمِلُ - والله أعلم - أنّ يكون هذا الكلبُ المذكورُ في هذا الحديثِ هو الكلبُ المُخْتَصُّ بهذا الاسْمِ، وهو الأظهرُ؛ لأنّه أكثرُ الحيوانِ لَهَثًا (٥)، ولذلك يَلْهَثُ من غيرِ سَبَبٍ، وسائرُ الحيوانِ لا يلْهَثُ.

الأصول (٦):

اختلف النّاسَ في تأويله:

فمنهم من قال: إنّما كان الغفرانُ لهذا المُذنِبِ بأن وفَّقَهُ الله بعد ذلك للتّوبةِ،


(١) أخرجه البخاريّ (٣٣٢١، ٣٤٦٧)، ومسلم (٢٢٤٥) من حديث أبي هريرة.
(٢) رواه ابن عبد البرّ في التّمهيد: ٢٢/ ١٠، وذكره في الاستذكار: ٢٦/ ٣١٠، والحديث أخرجه عبد الرزّاق (١٩٦٩٢)، وأحمد في المسند: ٤/ ١٧٥، وابن ماجه (٣٦٨٦)، والحاكم: ٣/ ٦١٩.
(٣) كلامه في العربيّة مقتبس من المنتقى: ٧/ ٢٤٤.
(٤) الأعراف: ١٧٦، وانظر مفردات ألفاظ القرآن للراغب: ٧٤٨.
(٥) يقول عبد الملك بن حبيب في تفسيره لغريب موطّأ مالك: الورقة: ١٤٩ [٢/ ١٣٠] "يعني: يَلْهثُ بِيَدَيْهِ ورِجْلَيْهِ يبحثُ بهما في الأرض ليَصِلَ إلى الثَّرَى، والثَّرَى: الترابُ البارد النَّدِيُّ".
(٦) انظر كلامه في الأصول في القبس: ٣/ ١١١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>