للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأمّا الجماعةُ، فأوّلُ الوقتِ أفضلُ لها بلا خلافٍ.

مزيد إيضاح (١):

لمّا كتب عمرُ بنُ الخطاب إلى عُمَّاله (٢) في إقامة الصّلواتِ بالنّاسِ جماعةً، قَدَّرَ لهم رُبعَ القَامَةِ، ولمّا كَتَبَ إلى أَبي موسى الأشعريِّ في خاصَّة نَفْسِهِ (٣)؛ قال له: "صَلِّ الظُّهْرَ إِذا زَالَتِ الشَّمْسُ" فهذا هو الفرقُ بينهما.

تنبيه (٤):

لمّا رأى مالك - رحمه الله - حديثَ جبريلَ -عليه السلام- في تقديرِ الأوقاتِ بالظِّلِ لم يَصِحَّ، أدخلَ حديثَ أبي مسعودٍ الْمُجْمَلَ (٥)، وذلك قوله: "فَصَلَّى، فصَلَّى رَسُولُ اللهِ" ثمّ أدخلَ حديثَ أبي هريرةَ في الظِّلِّ المُفَسِّرِ (٦)، فقال: " أنَا - وَايمُ اللهِ (٧) - أُخْبِرُكَ؛ صَلِّ الظُّهْرَ إِذَا كَانَ ظِلُّكَ مِثْلَكَ، والْعَصْرَ إِذَا كَانَ ظِلُّكَ مِثْلَيْكَ".

قال الإمامُ: وقد غاصَ البخاريُّ على هذه المسألةِ فَقَلَبَهَا، فصار يُتَرْجِمُ بما لم يَصِحَّ عندَهُ، ويُعْقِبُهُ بتفسيرِ الصّحيحِ.


(١) انظره في القبس: ١/ ٨٢ - ٨٣.
(٢) في حديث الموطأ (٦) رواية يحيى.
(٣) في حديث الموطأ (٧) رواية يحيى.
(٤) انظره في القبس: ١/ ٨٣ - ٨٤.
(٥) الّذي أخرجه مالك في الموطأ (١) رواية يحيى.
(٦) رواه مالك في الموطأ (٩) رواية يحيى.
(٧) كلمةُ القَسَم غير واردة في الحديث المشار إليه، وأثبتها المؤلِّف في القبس بلفظ: "لعمر الله" والظاهر أنّ إدراجها في الحديث سبق قلم من المؤلِّف، إذ يُحْتمَل أنّه قد اشتبه عليه هذا الحديث بحديث أبي هريرة الّذي رُوِي في الموطأ (٦٠٩) رواية يحيى عن مالك، عن سعيد بن أبي سعيد المَقْبُرِيّ، عن أبيه؛ أنّه سأل أبا هريرة، كيف تُصَلِّي على الجنازة؛ فقال أبو هريرة: "أنا- لَعَمْرُ اللهِ- أَخبرُك ...).

<<  <  ج: ص:  >  >>