(٢) يقول المؤلِّف في العارضة: ٨/ ١٩٦ - ١٩٧ "فأمّا الألبان فهي غذاء، وهل تكون دواء أم لا؟ فلا يمتنع أنّ تكون دواء في بعض الأحوال لبعض الأمراض ... وليس يمتنع ما ذكروه [أي الأطباء] من التّرتيب بقياس التجربة الطبيّة، والنبي -عليه السّلام- إنّما أشار على أولئك باللبن عند سقمهم؛ لأنّهم نشأوا عليه فوافق أبدانهم وجاءهم على عادتهم، والذي ينبغي أنّ يعوّل عليه، أنّ الالبان تختلف بحسب اختلاف الأزمنة والمراعي والحيوان والأبدان والأهوية ... وأمّا أبوال الإبل، فإنّما دلّهم عليها لما فيها من الحَرَافَةِ [وهي حدَّةٌ في الطّعم تحرقُ اللِّسان والفم]، ويخها منفعة لأدواء البطن وخاصة الاستسقاء"، وانظر هذا النّص في فيض القدير للمُنَاوي: ٤/ ٣٤٧. (٣) أخرجه البخاريّ (٥٦٨٤)، ومسلم (٢٢١٧) من حديث أبي سعيد الخدري. (٤) أخرجه ابن الجعد في مسنده (٢٠٧٢)، والحاكم: ٤/ ٤٠٣ وقال: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه". كما أخرجه عبد بن حميد (٥٦٠) من طريق قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب مرفوعًا مرسلًا. بلفظ: " ... فإنها ترمُّ من كلِّ الشجر". (٥) يظهر لنا - والله أعلم - أنّ العبارة وقع فيها تصحيف خفيّ، فكلُّ المصادر الّتي خرَّجت الحديث لم تنصّ على أنّ ألبان البقر تبرى من السِّحر، وإنّما نصت على أنّها تَرُمُّ من الشجر، ومعناه أنّها تجمع من الثجر كلِّه حارِّه وبارده ورطبه، فتقرب ألبأنّها لذلك من الاعتدال، وإذا أكلت من الكلّ، فقد جمعت النّفع كلِّه. انظر فيض القدير للمناوي: ٤/ ٣٤٧. وقد أخرج الذهبي الحديث في المعجم المختص: ١٩٦ وورد فيه: " ... ترم من السحر" ولعلّه تصحيف (٦) انظر كلام المؤلِّف على الحبة السوداء في العارضة: ٨/ ١٩٦.