للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الطّبيبُ أَمْرَضَنِي (١)، فَنَفَى من تعلَّقَ بهذه الآثار التَّطَبُّبَ (٢).

القولُ الثّاني: قالت طائفة أخرى بالتُّطَبُّبِ، وتعلّقت بالحديث الصّحيح، قوله: "الّذي أنزلَ الدَّاءَ أنزلَ الدَّواءَ" (٣).

وكان النّبيُّ عليه السّلام يَطِبُّ أصحابَهُ إذا نزلت بهم العِلَلُ، فيَكْوِيهِم كما فعل بأسْعَدَ (٤).

وأفتَى لأصحاب الحُمِّى بأن يُبْرِدُوهَا بالماء (٥).

وقد أمر - صلّى الله عليه وسلم - أنّ يُصَبِّ عليه في مَرَضِهِ من سَبْعِ قِرَبٍ (٦)، وقوله: باسْمِ الله أَرْقِيكَ والله يَشْفِيكَ (٧).

القول الثّالث: قالت طائفةٌ أخرى (٨): يجوزُ التّطَبُّبُ قبل حُصولِ الدّاءِ؛ احترازًا منه، واستدامةً للصحّة الّتي هي قِوَامُ العبادةِ، وهذا كلّه قد بينّاه في "السراج" (٩) وفي "شرح


(١) ذكره المؤلِّف في سراج المريدين: الورقة ١٠٨ وزاد فيه: "وفي رواية: "قد سألته، فقال: إنِّي فعال لما أريد، ولم نجد هذه الرِّواية منسوبة إلى أبي بكر الصديق، ولكننا وجدناها من قول عبد الله بن مسعود، أخرجها البيهقي في الشعب (٢٤٩٧)، وابن عبد البرّ في التمهيد: ٥/ ٢٦٩.
(٢) يقول عياض في إكمال المعلم: ١/ ٦٠١ "وجلّ مذاهب العلماء على خلاف ذلك".
(٣) أخرجه بهذا اللّفظ ابن أبي شيبة (٢٣٤٢٠)، ورواه مالك في الموطَّأ (٢٧١٨) رواية يحيى منقطعًا مرسلًا
(٤) فقد روى التّرمذيّ (٢٠٥٠) عن أنس، أنّ النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم - كَوَى أسعد بن زُرَارةَ من الشّوْكة. قال التّرمذيّ: "وهذا حديث حسنٌ غريب" وأخرجه أبو يعلى (٣٥٨٢)، وابن حبّان (٦٠٨٠)، والحاكم: ٤/ ٤١٧، والبيهقي: ٩/ ٣٤٢.
(٥) رواه مالك في الموطَّأ (٢٧٢١) رواية يحيى.
(٦) أخرجه البخاريّ (١٩٨) من حديث عائشة.
(٧) أخرجه وابن أبي شيبة (٢٣٥٦٨)، وأحمد ٢/ ٤٤٦، والحاكم: ٢/ ٥٩٠ (ط. عطا)، والبيهقي: ٦/ ٢٤٩.
(٨) وعلى رأسهم الإمام الخطابي في أعلام الحديث: ٣/ ٢١٠٤ الّذي قال في أثناء شرحه لحديث: "ما أنزل الله داءً ... ": فيه إثباتُ الطِّبِّ، وإباحةُ التّداوي في عوارض الأسقام، وفيه الإعلام أنّ تلك الأدوية تشفي وتنجع بإذن الله -عَزَّ وَجَلَّ-.
(٩) انظر سراج المريدين: لوحة ٢٠/ ب - ٢٢/ أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>