للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الله عَزَّ وَجَلَّ: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} (١).

وروي في الحديث الصّحيح من وجوه كثيرة؛ أنّ رَجُلَا سأله فقال: يا رسول الله،

المرءُ يُحبُّ القومَ ولَمَّا يَلحَق بهم؟ فقال رسول الله - صلّى الله عليه وسلم-: "المَرءُ مَعَ مَنْ أحَبَّ" (٢).

وفي الصّحيح: أنّ رسولَ الله - صلّى الله عليه وسلم - قال: "أَوثَقُ عُرَى الإِيمانِ الحبُّ في اللهِ عَزَّ وجلَّ وَالبُغضُ في اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ-" (٣).

ومن حديث ابن مسعود، قال: قال لي رسولُ اللهِ - صلّى الله عليه وسلم -: "يا عبدَ اللهِ بن مسعود، أَتَدرِي أَيُّ عُرَى الإِيمان أَوثقُ؟ قلتُ: اللهُ ورسولُهُ أعلمُ. قال: الوَلايةُ في اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ-، والحُبُّ فِيهِ، والبُغضُ فيه" (٤).

ومن حديثِ ابنِ مسعودٍ؛ قال: " أَوحَى اللهُ إِلى نَبِيٍّ مِنَ الأنبِيَاءِ أنّ قُل لِفُلانٍ الزَّاهِدِ: ما زَهَّدَكَ في الدُّنيَا فَتَعَجَّلتَ بِهِ رَاحَةَ نفسِكَ. وأَمَّا انْقِطَاعُكَ إلَيَّ فقد تَعَزَّزتَ بِي، فَمَاذَا عملتَ فِيمَا لِي عَلَيكَ؟ قال: يا رَبِّ، ومالَكَ عَلىَّ؟ قال: هَل وَاليتَ فِيَّ وَلِيًّا أَوْ عَادَيتَ فِيَّ عَدُوًّا؟ " (٥).

وفي الحديث: "حُبُّ الأَنصَارِ إِيمَانٌ وَبُغضُهم نِفَاقٌ" (٦).


(١) ال عمران: ٦١.
(٢) أخرجه البخاريّ (٦١٦٩)، ومسلم (٢٦٤٠) عن عبد الله بن مسعود.
(٣) أخرجه الطيالسي (٧٤٧)، وابن أبي شيبة (٣٤٣٣٨)، وابن أبي الدنيا في الإخوان (١)، وابن عبد البرّ في التمهيد: ١٧/ ٤٣١ من حديث البراء بن عازب.
(٤) رواه الشاشي في مسنده (٧٧٢)، والعقيلي في الضعفاء: ٣/ ٤٠٩، والطبراني مطوَّلا في الأوسط (٤٤٧٩)، والصغير (٦٢٤)، والحاكم: ٢/ ٤٨٠، وأبو نعيم في الحلية: ٤/ ١٧٧، والبيهقي في الشعب (٩٥١٠)، وابن عبد البرّ في التمهيد: ١٧/ ٤٣٠. قال الهيثمي في "المجمع: ١/ ١٦٣" رواه الطبراني في الأوسط والصّغير، وفيه عقيل بن الجعد، قال البخاريّ: منكر الحديث".
(٥) أخرجه أبو نعيم في الحلية: ١٠/ ٣١٦، والخطيب في تاريخه: ٣/ ٢٠١، وابن عبد البرّ في التمهيد: ١٧/ ٤٣٢ هكذا موقوفًا، ثمّ رواه: ١٧/ ٤٣٣ - ٤٣٤ مسندًا وقال في عقبه: "هذا الحديث لم يسنده إِلَّا محمّد بن محمّد بن أبي الورد، والناس يوقفونه على ابن مسعود ... قال الإسفراييني: هذا حديث غريب ورجاله ثقات، تفرَّد به ابن أبي الورد، عن سعيد بن منصور. قال أبو عمر: أمّا قوله في هذا الحديث: ورجاله ثقات، فليس كما قال؛ لأنّ حميد الأعرج هذا الّذي يروي عن عبد الله بن الحارث، مُنكَر الحديث عند جميع أهل العلم بالنّقل".
(٦) أخرجه أحمد: ٣/ ٧٠، ومن طريقه ابنه عبد الله في فضائل الصّحابة (١٤١٧)، والمروزي في تعظيم قدر الصّلاة (٤٨٠). قال الهيثمي في "المجمع: ١٠/ ٢٩ "رواه أحمد ورجاله رجال الصّحيح".

<<  <  ج: ص:  >  >>