للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإسناد:

قال الإمام: الحديث صحيحٌ، خرّجه الأيمّة مسلم (١) وغيره (٢)

الفوائد:

الفائدةُ الأولى (٣):

قوله: "رَأسُ الكُفرِ نَحوَ المَشرِقِ" معناه: أنّ أشدَّ الكُفارِ كفرًا أهل المشرق، وهم ذلك الوقتُ فارس وما وراءهم من العجم، وكلُّهم لا كتابَ لهم ولا شريعةَ، فكُفرُهُم أشدَّ الكفر؛ لأنّهم لا يقرّون بنبيٍّ ولا رسولٍ ولا كتاب، ولا بدين يرضاه اللهُ.

الثّانية (٤):

قوله: "الفَخرُ وَالخُيَلَاءُ في أَهلِ الخَيلِ وَالإِبِلِ الفَدَّادِينَ أَهلِ الوَبَرِ" فإنّه أراد الأعراب أهل الجفاء والتَّكبُّر، وهم أهل الخيل والإبل، وكلُّهم أو جلُّهم فدّادٌ متكبِّر، عُتُلّ متجبِّر.

وقال أبو عُبيد (٥): الفَدَّادُ: ذو المال الكثير، والمختالُ: ذو الخُيَلاء، ومنه الحديث: "إِنَّ الأَرْضَ إِذَا دُفِنَ فِيهَا الإِنْسَانُ، قالت له: رُبَّمَا مَشَيتَ عَلَىَّ فَدَّادَ" (٦).

قال مالك: والفَدَّادُونَ أهل الجفاء (٧) من أهل الوَبَر، وهم أهل الخيل والإبل.


(١) الحديث (٥٢).
(٢) كالإمام أحمد: ٢/ ٥٠٦، والبخاري (٣٣٠١).
(٣) هذه الفائدة مقتبسة من الاستذكار: ٢٧/ ٢٠٣.
(٤) هذه الفائدةُ مقتبسة من الاستذكار: ٢٧/ ٢٠٣ - ٢٠٥. أو من التمهيد: ٨/ ١٤٣ - ١٤٤.
(٥) في غريب الحديث: ١/ ٢٠٤، وانظر الاقتضاب في شرح غريب الموطَّأ: ١١١/ أ.
(٦) أخرجه الشيباني في الآحاد والمثاني (٢٤١٢)، وأبو يعلى (٦٨٧٠)، والطّبراني في الكبير: ٢٢/ ٣٧٧ (٩٤٢)، وابن عبد البرّ في التمهيد: ١٨/ ١٤٥ كلهم من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص مُطَوَّلًا، قال الهيثمي في "المجمع: ٣/ ٤٦ "رواه أبو يعلى والطبراني في الكبير، وفيه أبو بكر بن أبي مريم وفيه ضعف لاختلاطه".
(٧) قاله في العتيبة: ١٧/ ١٩٧، وذكره ابن حيب في تفسير غريب الموطَّأ: الورقة ١٥٩، وانظر المنتقى: ٧/ ٢٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>