للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأمّا حديث أبي مسعود: "اللَّهُ أَقْدَرُ عَلَيْهِ مِنْكَ" (١) صحيحٌ في الباب.

مقدّمة (٢):

اعلم أنّ الأصل في الخَلْق الحريّة، وعليها خُلِقَ الإنسانُ، إلّا أنّه لمّا عَصَى ضَرَبّ عليه الرِّقّ، وأدخله تحت ذِلَّة المملوكيّة، وجعل في ذلك رِفْقًا للأحرار، وأبقَى الرِّقَّ على النَّسلِ أَثَرًا من آثار الكفر، يعمل عمل أصله، حتّى إذا تأكّدت العقوبة واستمرّت، وقع الزَّجْرُ موقعه. كما أنّ العدّة لمّا كانت أثرًا من آثار النّكاح، عملت عملَها، أصلها في جُمَلٍ من الأحكام.

الفوائد والمعاني في تسع:

الفائدةُ الأولى (٣):

قوله (٤): "إِخْوَانُكُمْ خَوَلُكُمْ" يعني خدمكم الّذين يعملون لكم أمركم، ويهيِّئون لكم منافعكم.

الثّانية (٥):

قوله (٦): "للمملوكِ" وقال في الحديث الثّاني (٧): "فِتْيَة" يعني مماليك. والفتى أيضًا العبدُ المملوكُ، ومن هذا قيل: إنَّ يوشع كان عبد موسى، لقوله: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ} (٨)، وقال يوسف لفتيته: {اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ} (٩).

الثّالثة (١٠):

قوله (١١): "تَحْتَ يَدِهِ" بمعنى تحت قُدْرَته وسلطانه ونعمت


(١) أخرجه مسلم (١٦٥٩)، ولا شك أنّ الؤلف اعتمد على التّرمذى (١٩٤٨).
(٢) انظرها في العارضة: ٨/ ١٢٦ - ١٢٧.
(٣) انظرها فى العارضة: ٨/ ١٢٧.
(٤) أى قوله - صلّى الله عليه وسلم - في حديث أبى ذّرٍّ السابق ذِكْرُهُ.
(٥) انظرها في العارضة: ٨/ ١٢٧.
(٦) أي قوله - صلّى الله عليه وسلم - في حديث الموطّأ (٢٨٠٦).
(٧) أي في حديث الترمذى (١٩٤٥) الّذي جاء فيه: "جعَلَهُم اللهُ فتيةً تحتٍ أيْدِيكُم".
(٨) الكهف: ٦٠، وانظر واضح السبيل إلى معرفة قانون التّأويل: ٨١/ أ -٨٣/ أ.
(٩) يوسف: ٦٢.
(١٠) انظرها في العارضة: ٨/ ١٢٧.
(١١) في حديث التّرمذيّ السابق ذِكْرُهُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>