(٢) يقول ابن حبيب في تفسيره لغريب الموطأ: الورقة ١٦٥ - ١٦٦ [٢/ ١٧١] "وهو مما لا ينبغي لأحدٍ من أهل الإسلام أن يجْهَلَ شرْحه ووَجْهَه؛ وذلك أن الزنادقةَ وأهل التعطيل والملحدين في الدين يحتجّون به على المسلمين وأهل الإيمان بالله. وإنّما وجهُه وشرحه عند أهل العلم والسُّنَّة: أنّ العرب شأنها أن تذمَّ الدّهر وتسبّه عند المصائب التي تنزل بهم، من موت أو هرم، أو تلف مال، أو غير ذلك، فيقولون: أصابت بني فلان قوارع الدّهر، وأبادهم الدّهر، وأتى عليهم الدّهر، فيجعلون الدّهر الذي يفعل ذلك، فيذمّونه ويسبّونه على ذلك ... يقول: إن الذي يفعل بكم هذه الأشياء ويصيبكم بهذه المصائب هو الله وليس الدّهر، فإذا سببتم فاعلها تظنّونه الدّهر، فإنما يقع السّبّ والذّم على الله؛ لأنّه هو الفاعل ذلك لا الدّهر، هذا وجه الحديث وتأويله وشرحه وتفسيره، كذلك سمعتُ ابن الماجشون يفسِّره. وكلّ من لقيت من أهل العلم والسّنّة والمعرفة بتأويل الحديث، وهو الّذي كان مذهب مالك في تفسيره". قارن بغريب الحديث لأبي عبيد: ٢/ ١٤٦ - ١٤٨. (٣) أي مشابهة. (٤) الجاثية: ٢٤. (٥) في ديوانه: ٣٧. (٦) أخرجه مالك في الموطّأ (٢٨١٧) رواية يحيى.