للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والملائكةُ من خِيفَتِهِ، ثمّ يقول: إنّ هذا لوَعِيدٌ لأهل الأرض شديدٌ.

المعاني (١):

قال علماؤنا من أهل التفسير (٢): إن الرَّعْد مَلَكٌ يزجُرُ السَّحابَ، وقد يجوزُ أن يكون زجرُه لها تسبيحًا، لقوله تعالى: {وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ} (٣) والرّعدُ لا يعلمُه النّاسُ إلّا بذلك الصّوت، وجائزٌ أن يكون ذلك تسبيحَه، لقوله تعالى: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ} (٤).

وأهلُ التَّأويل يقولون في قوله: {يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ} (٥) أي سَبِّحِي معه (٦).

ورُوِيَ عن عليّ (٧)، وابن عبّاس (٨)، وجماعة من الصّحابة؛ أنّهم قالوا: الرّعدُ ملَكٌ، والبرقُ مَخَارِيقُ من حديدٍ، أو من نارٍ يزجرُ بها السّحابَ.

وكان النّبي صلى الله عليه إذا سمع الرَّعْد قال: "اللَّهُمَّ لا تَقْتُلْنَا بغَضَبِكَ، ولا تُهْلِكْنَا بِعِقَابِكَ، وعَافِنَا قبل ذلك" (٩).


(١) كلامه في المعاني مقتبس من الاستذكار: ٢٧/ ٣٨٠ - ٣٨٣.
(٢) في الاستذكار: "جمهور أهل العلم من أهل الفقه والحديث يقولون".
(٣) الرَّعد: ١٣.
(٤) الإسراء: ٤٤.
(٥) سبأ: ١٠.
(٦) قاله ابن عباس، أخرجه الطبري في تفسيره: ٢٢/ ٦٥، كما روي عن جماعة من السّلف.
(٧) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره: ١/ ٥٥، وأبو الشيخ في العظمة (٧٦٧).
(٨) أخرجه أبو الشيخ في العظمة (٧٦٨)، ورواه مرفوعاً أحمد (٢٤٨٣ طـ. الرسالة)، والترمذي (٣١١٧) والنسائي في الكبرى (٩٠٧٢).
(٩) أخرجه ابن أبي شيبة (٢٩٢١٧)، وأحمد: (٥٧٦٣ طـ. الرسالة)، والبخاري في الأدب المفرد (٧٢١)، والترمذي (٣٤٥٠)، والنسائي في الكبرى (١٠٧٦٤)، وأبو يعلى (٥٥٠٧)، والطبراني في الكبير (١٣٢٣٠)، والدعاء (٩٨١)، وأبو الشيخ في العظمة (٧٨١)، والحاكم: ٤/ ٢٨٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>