للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثّانية (١):

وقوله: "وأنا أحمدُ" كذلك أيضًا نصُّ القرآن، لقوله: {وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} (٢).

الثّالثة (٣):

قوله: "وأنا الماحِي" فسَّرَ ذلك هو بقوله: "وأنا الَّذي يَمحُو الله بي الكُفرَ" لما وعَدَهُ من إظهاره على الدِّين كلَّه، فيكون ما آتاه منه هو الظّهور على الدّين كلِّه، بمعنى الغَلَبة عليه لغَلَبَةِ مَن جاوَرَهُ منه وظهوره عليه (٤).

ويحتمل أن يريد به محوه من مكَّة، وظهوره على ما كان فيها من الكفر وظهور دينه فيها.

وكذلك فعل - صلى الله عليه وسلم - حين دخل مكَّة، فجاء إلى الكعبة فوجد فيها أصنامًا وتماثيلَ، فأخذ عُودًا، فجعل يطعن في بطونها ويقول {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} (٥).

الرابعة (٦):

قوله: "وأنا الحاشِرُ الذي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى قَدَمِي" قال الخطابي (٧) في معناه في ذكر القدم ها هنا الزمن، يقالُ: كان هذا على قدم فلان، أي على زمنه (٨)، فيكون معنى الحديث على هذا أنّ زمن ملّته آخر الأزمنة، وأنّه عليها تقوم السّاعة ويكون الحَشرُ، لا تنسخ شريعته ناسخة، ولا يستأصل لمِلَّته كفرٌ.

ويحتمل أن يريد بذلك أنّ النّاس يحشرون على قدميه، بمعنى مشاهدته قائمًا للهِ وشاهدًا على أُمَّتِهِ والأمم.


(١) هذه الفائدة مقتبسة من المنتقى: ٧/ ٣٢٨.
(٢) الصف: ٦. وانظر أسماء رسول الله لابن فارس: ٣١، وتذكرة المحبيِّن للرصّاع: ٩٩ - ١١٧
(٣) ما عدا الفقرة الأخيرة مقتبسٌ من المنتقى: ٧/ ٣٢٨.
(٤) انظر أسماء رسول الله لابن فارس: ٣١، وتذكرة المحبين للرصّاع: ١١٩ - ١٣٣.
(٥) الإسراء: ٨١، والحديث أخرجه البخاري (٤٢٨٧)، ومسلم (١٧٨١).
(٦) الفقرتان الأولتان اقتبسهما المؤلِّف من المنتقى: ٧/ ٣٢٨.
(٧) في غريب الحديث: ١/ ٤٢٥ بمعناه.
(٨) انظر أعلام الحديث: ٣/ ١٥٨٧، وتذكرة المحبين للرصّاع: ١٣٥ - ١٤٤

<<  <  ج: ص:  >  >>