للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والحديث الثاني (١): ذَكَرَهُ ابنُ وهبٍ، عن يونس، عن ابن شِهَاب كذلك مُسنَدًا.

وروى (٢) يحيى (٣) وجماعة (٤): "مَسَاجِدنا" ورَوَت طائفةٌ (٥): "مَسْجِدنَا" والمعنى واحد، و "مساجدنا" أعمّ، وإن كان. الواحد من الجنس في معنى الجماعة. وفي بعض الأحاديث المسندة "فَلاَ يَقرَبَنَا، وَلاَ يُصَلِّي مَعَنَا في مَسجِدِنَا" (٦) وفي بعضها "فَلَا يَغشَانَا في مَسَاجِدِنَا" (٧).

والحديث الثالث (٨): ورد في الصّحيح من طريق ابن عمر (٩)، وجابر (١٠)، وأَنَس (١١)، وأبي سعيد (١٢)، ووقع طرفٌ منه في حديث سَلَمَة بن الأَكوَع (١٣)، وهو قوله: "أَصَابَتنَا مَخمَصَةٌ بخَيبَرَ" لأنّ النّبيَّ - صلّى الله عليه وسلم - قد نَهَى عن أكل الثُّوم والبصل، فأصابتهم مجاعة بخَيبَر، فوقعوا في زراعة بصل فأكلوها من الجوع، فقال النّبيُّ - صلّى الله عليه وسلم -: "مَنْ أكلَ من هذه الشَّجرَةِ فلا يَقرَبْ مسجدَنَا" فقال النَّاسُ: حُرِّمَت، فبلغَ ذلك رسولَ الله - صلّى الله عليه وسلم - فقال: "أَيُّهَا النَّاسُ، ليس لي تحريمُ ما أحلَّ اللهُ، ولكنّها شجرةٌ أَكرَهُ رِيحَهَا" (١٤).

وذَكر - صلّى الله عليه وسلم - أحاديثَ كثيرة في المصنَّفات، مُعْظَمُها سردناه لك في هذا "المختصر".


(١) هذا الطريق مقتبس من التمهيد: ٦/ ٤١٢.
(٢) هذه الفقرة مقتبسة من الاستذكار: ١/ ١٥٢ (ط. القاهرة).
(٣) في موطئه (٣٠).
(٤) منهم: محمَّد بن الحسن (٩٢٠)، وروح بن عبادة كما في غرائب حديث مالكٌ للبزّاز (٣٩).
(٥) منهم: القعنبيّ (٢٥)، وسويد (٣٧).
(٦) رواه البخاري (٨٥٦) ومسلم (٥٦٢) من حديث أنس, بدون زيادة "في مسجدنا" وهي زيادة ليست في الأصل المنقول منه وهو الاستذكار.
(٧) أخرجه البخاري (٨٥٤)، من حديث جابر.
(٨) انظره في القبس: ١/ ١١٢.
(٩) أخرجه البخاري (٨٥٣)، ومسلم (٨٦١).
(١٠) أخرجه البخاري (٨٥٤)، مسلم (٥٦٤).
(١١) أخرجه البخاري (٨٥٦)، ومسلم (٨٦٢).
(١٢) أخرجه مسلم (٥٦٥).
(١٣) أخرجه البخاري (٤١٩٦)، ومسلم (١٨٠٢).
(١٤) أخرجه مسلم (٥٦٥) من حديث أبي سعيد الخدريّ.

<<  <  ج: ص:  >  >>