للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَمْرِ دِينهِنَّ" (١) وكانت أم سُلَيْمٍ من فواضل الأنصار، ولذلك (٢) قالت لها عائشة: "فَضَحْتِ النِّساء" (٣) لما علمت من دِينِهَا وفَضْلها.

الفائدة الثّالثة (٤):

فيه أيضًا: دليلٌ على أنّ النِّساء كلّهن ليس يحتلمن، ولهذا أنكرت عائشةُ ذلك من أمِّ سُلَيْم.

وقيل: إنّما أنكرت عائشة ذلك على أمِّ سُلَيم، لأنّها لم تَفقِد رسول الله صلّى الله عليه قطُّ، ولم تكن رأت ذلك، فأنكرته ولم تبلغ ذلك الحدّ، وأكثر ما يحدث ذلك للنِّساء إذا كان زوجها قد أطال الغيبة عنها.

الفائدة الرّابعة:

قول عائشة (٥): "أُفٍّ لَكِ، وهَلْ تَرَى ذلكَ المرأةُ؟ فقال رسول الله -صلّى الله عليه وسلم-: تَرِبَت يَمِينُكِ، وَمِن أَينَ يكون الشَّبَهُ".

نكتةٌ لغوية (٦):

قوله: "من أَينَ يَكُونُ الشَّبَهُ".

قال الإمام: الشَّبَهُ والشِّبهُ لغتان، إذا فتحت الشِّين فافتح الباء، لماذا كسرت الشِّين فاجزم الباء.

تحقيق:

قولها: "أُفٍّ لَكِ" فيه للعلماء من أهل اللُّغة عشر لغات (٧):


(١) رواه مسلم (٣٣٢).
(٢) الكلام التالي من إضافات المؤلِّف على نصّ ابن عبد البرّ.
(٣) رواه مسلم (٣١٠) من حديث أنس.
(٤) القسم الأوّل من الفائدة مقتبسة من الاستذكار: ١/ ٣٦٧، وانظر التمهيد: ٨/ ٣٣٨ - ٣٣٩.
(٥) في حديث الموطَّأ (١٢٧) رواية يحيى.
(٦) هذه النكتة مقتبسة من تفسير الموطَّأ للبوني: ١٢/أ.
(٧) ذكرها أبو بكر بن الأنباري في الزّاهر: ١/ ٢٨١.

<<  <  ج: ص:  >  >>