للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وللتَّيَمُّمِ ثلاثة أسماء:

الأوّل: التَّيمُّم كما سماه الله عَزَّ وَجَلَّ.

والثّاني: الوُضوء لقوله -عليه السّلام-: الصّعيدُ الطيِّبُ وُضُوءُ المسلمِ وَلَو لَمْ يَجِدِ الماءَ إلى عشرِ حِجَجٍ (١).

الثّالث: الطّهور، لقوله -عليه السّلام-: "فُضِّلنَا على النّاسِ" وذكر خصالًا منها:

"وجعل لَنا الأرض مسجدًا وطَهُورًا" (٢)، وهو خصيصةٌ لهذه الأُمَّة.

والصَّعيدُ وجهُ الأرضِ، قاله مالكٌ (٣).

وقيل: الأرضُ المستوية (٤).

وقيل: الأرضُ الملساء (٥).

قوله: {فَامْسَحُوا} (٦) والمسحُ في اللُّغة عبارة عن جرِّ اليد على الممسوح خاصّة، فإن كان بآلةٍ فهو عبارة عن نَقْل الآلة إلى اليد وجرِّها على الممسوح بخلاف الغُسْل، وقد بيَّنَّا أنّ التَّيمُّم بمعنى القصد، فكأنّه قال: اقصدوا وتعمَّدُوا، لقول العرب يمَّمْتُ كذا إذا قصدته، ومنه قوله تعالى: {وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ} (٧) يعني: قاصدين.

الأصول (٨):

قال علماؤنا: هذه رخصةٌ منَ الله تعالى، وخصيصةٌ امْتَنَّ الله بها على هذه الأُمَّة، وكرامةٌ لها على غيرها، وفيها حِكْمَتَان:


(١) أخرجه عبد الرزاق (٩١٣)، وأحمد: ٥/ ١٥٥، وأبو داود (٣٣٢)، والترمذي (١٢٤) وقال:"وهذا حديث صحيح" والنسائي في الكبرى (٣١١)، وابن حبان (١٣١١)، والدارقطني: ١/ ١٧٦، والحاكم: ١/ ٢٨٤، والبيهقي: ١/ ٢١٢ من حديث أبي ذّرٍّ. وانظر نصب الراية: ١/ ١٤٨، وتلخيص الحبير: ١/ ١٥٤.
(٢) أخرجه مسلم (٥٢٢) من حديث حذيفة.
(٣) وقاله أيضًا أبو عبيدة في مجاز القرآن: ١/ ١٢٨، وعنه ابن المنذر في تفسيره: ١/ ٧٢٨.
(٤) قاله ابن زيد، نصّ عليه المؤلِّف في أحكام القرآن: ١/ ٤٤٨، ورواه الطّبريّ في تفسيره: ٨/ ٤٠٨ (ط. شاكر).
(٥) روى الطّبريّ في تفسيره: ٨/ ٩٠٨ (ط. شاكر) عن قتادة أنّه قال: الصَّعيد الأرض الّتي ليس فيها شجرٌ ولا نباتٌ.
(٦) انظر هذا الشرح في المصدر السابق.
(٧) المائدة: ٢. وانظر شرح الآية في أحكام القرآن: ١/ ٤٤٨.
(٨) انظر كلامه في الأصول في القبس: ١/ ١٧٦ - ١٧٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>