للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذهب مالك إلى أنّ الإمام لا يقولها.

وقال ابنُ دينار وابنُ نافع: يقولُ الإمام اللّفظتين وكذلك المأموم، وبه قال الشّافعيّ (١).

ودليلنا: الحديث المتقدِّم.

وأمّا المنفردُ، فإنه يقولهما (٢).

تحقيق (٣):

قال: قولُه "رَبَّنَا وَلَكَ الحَمْدُ" يدلُّ على أنَّ سُنَّةَ الإمام أنّ يقولَ: "سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ" في موضع مخصوصٍ. وقال ابنُ شعبان: يقولُ الإمام "سَمعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ" على معنى الدُّعاء، فمعناه: اللهمَّ اسْتَجِب (٤) لِمَن حَمِدَكَ.

المسألة الثّانية (٥):

ولا خلافَ في صِفَةِ ما يقولُه الإمام من ذلك، وقدِ اختلفَ العلماءُ فيما يقولُه المأموم، واختلفتِ الاَثارُ في ذلك:

فرُوِيَ في هذا الحديث: "اللَّهُمَ رَبَّنَا لَكَ الحَمْدُ" (٦).

وروي في حديث أبي هريرة: "اللهُم رَبَّنَا وَلَكَ الحَمْدُ" (٧) بوَاوٍ.

وروي عن مالكٌ أنّه كان يأخذ برواية أبي هريرة، واختارَهُ ابنُ القاسم، واختار أشْهَب: "رَبَّنَا لَكَ الحَمدُ".


(١) في الأم: ٢/ ١٦٦، وانظر الحاوي التكبير: ٢/ ١٢٢ - ٢٢٣.
(٢) تتمّة الكلام كما في المنتقى: "لأنّ كلّ ما بقوله المأموم على سببل الإجابة للإمام بغيرلفظه، فإنّ المنفرد يأتي بهما جميعًا، أصل ذلك آخر أم القرآن وقول آمين".
(٣) هذا التحقيق مقتبس من المنتقى: ١/ ١٦٤.
(٤) في المنتقى: "اسمع".
(٥) هذه المسألة مقتبسة من المنتفى: ١/ ١٦٤.
(٦) أخرجه البخاريّ (٣٢٢٨)، ومسلم (٤٠٩) من حديث أبي هريرة.
(٧) أخرجه البخاريّ (٨٠٣)، ومسلم (٣٩٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>