(٢) "فبين". (٣) وفي هذا الموضوع يقول شيخ شيوخنا محمد الطّاهر بن عاشور في كشف المغطِى: ١١١ "وقد عرضتْ للنَّاظرين في هذا الحديث إشكالاتٌ وأجوبةٌ أرى التّطويل بها مفيتًا للمقصودِ من فَهْمِ الحديثِ. والجوابُ الفَصْلُ عندي؛ أنّ هؤلاء قومٌ من المنافقين لا محالةَ، لتَنزُّهِ المسلمين أصحابَ رسولِ الله - صلّى الله عليه وسلم - عن التَّهاوُن بحضور الجماعة بَلهَ التَّهاوُنِ بصلاة العشاء، ولأنّ عِظَمَ العقوبةِ مُؤذِنٌ بذلك. وقد عَلِمَ رسولُ الله - صلّى الله عليه وسلم - نفاقَهُم بما عَلِمَ به نفاقَ جميع المنافقين. وإذ قد كان همّ رسول الله عليه الصّلاة والسلام مُؤذِنًا بإمكان حُصولِ ما همَّ به، فدَلَّ على أنّه لم يقرَّر على هَمِّهِ ذلك، أو أنّه شُرع وقتًا للزَّجرِ ثمَّ نُسِخَ قبل العمل به. واعراضُ رسولِ الله - صلّى الله عليه وسلم - عن ذلك يدلُّ على أنّه أَبطَلَهُ، فإنّه لم يعاقِب أحَدًا من المنافقين، كما ورد في حديث عمر بن الخطّاب أنّ رسولَ الله - صلّى الله عليه وسلم - في نهَاهُ عن قتل بعض المنافقين. وبهذا تندفعُ جميع الاحتمالات الّتي وردت على هذا الحديث. وبَقِيَ مدلولُ الحديث دالًّا على أهمية صلاة الجماعة. وهذه نُكْتَةُ إخراج مالكٌ إيَّاهُ تحت ترجمة "فضل صلاة الجماعة" لأنّه لما كان همًا مُعَطَّلًا أو منسوخًا، لم يكن دليلًا على حُكمٍ شرعيٍّ، ولكنّه دليلٌ على أهمية ما غضب لأجله رسول - صلّى الله عليه وسلم -. (٤) هذه الفائدة مقتبسة من المنتقى: ١/ ٢٣٠. (٥) المقصود هو الإمام الباجي.