للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفائدة السادسة (١):

قوله (٢): "مَنْ هَذ؟ " يحتمل أنَّه لم يعرفها بنطقها بالسّلام. وقد استدلَّ بهذا من زعم أنّ شهادةَ الأعمى لا تجوز؛ لأنّ (٣) الأصوات لا يقع التّمييز بها. وهذا ليس فيه تعلّق؛ لأنّ من يجيزُ ذلك لا يقول: إنّ كلّ من سمع متكلَّمًا يميِّز صوته، ولكنّه يقول: إنّ منها ما يقع التّمييز به.

الفائدة السّابعة (٤):

فيه: التّرحيب بالزّائر (٥)، وما كان عليه رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - من الأخلاق الجميلة الحسنة، وصِلَةِ الرَّحِمِ، وطِيب الكلام، ألَّا ترى إلى قوله: "مَرْحَبًا يا أمَّ هانئ". ويروى" مرحبًا بأمِّ هانئ" (٦). والتّرحيب والابتهال (٧) ممّا يستدلُّ به على فرح المزُورِ بالزّائر، وفرح المقصود إليه بالقَاصِد، وهذا معلومٌ عند العرب، قال شاعرهم في ذلك وهو عمرو بن الأهتم (٨):

فقلت له (٩) أَهْلًا وَسَهلًا وَمرحبًا ... فهذا مَبِيتٌ (١٠) صَالحٌ وَصَدِيقٌ

الفائدة الثّامنة (١١): "زَعَمَ ابْنُ أُمِّي عَليٌّ أَنَّهُ قَاتِلٌ رَجُلًا أَجَرْتُهُ" (١٢)

فيه من الفقه: ما كانوا عليه من تسمية كلِّ شقيق (١٣) بابن أُمّ، دون ابن أَبٍ عند


(١) هذه الفائدة مقتبسة من المنتقى: ١/ ٢٧١.
(٢) أي قوله - صلّى الله عليه وسلم - في حديث الموطَّأ (٤١٦) رواية يحيى.
(٣) غ، والمنتقى: "لا تجوز على أنّ".
(٤) هذه الفائدة مقتبسة من الاستذكار: ٦/ ١٣٨.
(٥) هذا الاستنباط لم يرد في الاستذكار، وقد ورد بنصِّه في تفسير الموطَّأ للبوني، ولعلّ المؤلِّف نقله منه.
(٦) وهي رواية يحيى بن يحيى (٤١٦).
(٧) كذا في النُّسَخ، وفي الاستذكار:"والرّحب والتسهيل".
(٨) أورده ابن عبد البر في بهجة المجالس: ١/ ٣٠٠، والبيت من قصيدة طويلة لعمرو بن الأهتمّ في المفضليات: ١/ ١٢٣ - ١٢٥، برواية: "فهذا صرح راهن وصديق". كما أورده أيضًا الجاحظ في البيان والتبببن: ١/ ١١.
(٩) في النُّسخ: "لها" والمثبت من بهجة المجالس، والاستذكار.
(١٠) في النُّسخ: "نسيب" والمثبت من المصدرين السابقين.
(١١) هذه الفائدة مقتبسة من الاستذكار: ٦/ ١٤٠.
(١٢) هو قول أم هانئ في الموطَّأ (٤١٦) رواية يحيي.
(١٣) في النُّسَخِ: "نفس" والمثبت من الاستذكار.

<<  <  ج: ص:  >  >>