للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وصلّى أبو موسى الأشعري في كنيسة بالشَّامِ (١). ومالك يجيز ذلك للضّرورة (٢).

المسألة الثامنة (٣): الصَّلاة في موضع الخَسْفِ والعذاب

فذُكِرَ أنّ بعضَ العلماء كره الصَّلاة بخَسْفِ بابل، لقوله: "لا تدخلوا على هؤلاء المعذَّبِينَ" الحديث (٤).

قال المُهَلَّب: إنّما ذلك من جهة التّشاؤُم بالبُقْعَةِ الّتي نزلَ فيها العذاب، يدلُّ على ذلك قولُه تعالى: {وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ} الآية (٥)، فوَبَّخَهُمُ اللهُ على ذلك، وتشاءم - صلّى الله عليه وسلم - بالبُقعة الّتي نَامَ فيها.

نكتةٌ (٦):

قال علماؤنا: وكراهيةُ الخَسْفِ أَوْلَى؛ إلَّا أنّ (٧) إباحته عليه السّلام الدُّخول فيها على وجهِ البكاءِ والاعتبار، يدلُّ أنّ مَنْ صلَّى هناك لا تفسد صلاته؛ لأنَّ الصَّلاةَ موضع بكاءٍ وخشوعٍ وتَضَرُّعٍ واعتبارٍ.

فرع (٨):

فإن صلَّى هناك غير باكٍ، لم تبطل صلاته.

وزعم أهل الظّاهر أنّ من صلَّى في الحِجْرِ في بلاد ثَمُود وهو غير باكٍ، فعليه سجود السَّهْوِ قبلَ السّلام ان كان ساهيًا، وإنْ تعمَّدَ ذلك بطلت صلاته.

فرع (٩):


(١) أخرجه ابن أبي شيبة (٤٨٧١).
(٢) هذه الجملة الأخيرة من زيادات المؤلِّف على نصِّ ابن بطّال.
(٣) هذه المسألة مقتبسة من شرح ابن بطّال: ٢/ ٨٧.
(٤) أخرجه البخاريّ (٤٣٣)، ومسلم (٢٩٨٠) من حديث عبد الله بن عمر.
(٥) إبراهيم: ٤٥.
(٦) هذه النكتة مقتبسة من شرح ابن بطّال: ٢/ ٨٧.
(٧) في النسخ: "لأنّ" والمثبت من شرح ابن بطّال.
(٨) هذا الفرع مقتبس من شرح ابن بطّال: ٢/ ٨٧.
(٩) هذا الفرع مقتبس من الصدر السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>