للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الفوائد المنثورة في هذا الحديث:

وهي ثلاث فوائد:

الفائدة الأولى:

فيه (١) من الفقه: جوازُ العملِ الخفيفِ في الصَّلاة، والعلماءُ يُجمعونَ (٢) على جوازه، وأنّ العملَ الكثيرَ لا يجوزُ، وأنّ ذلك مُفْسِدٌ للصّلاةِ.

الفائدة الثّانية:

فيه من الفقه: طهارةُ ثيابِ الصِّبيان (٣).

فإن قيل: وكيفَ تجوزُ الصلاةُ بثياب الصِّبيان وثيابهم غير طاهرة؟

الجواب - قلنا: أمّا ثيابُهُم في حالِ الصِّغَر، فمحمولةٌ على الطّهارةِ عند جماعةٍ من أهل العِلْمِ، بخلاف إذا كانوا كبارًا.

جوابٌ آخر- قيل: يحتملُ أنّ يُخبِرَه بطهارتها جبريل -عليه السّلام-، كما جاء في حديث الصَّلاة بالنَّعْلِ، واللهُ أعلمُ.

الفائدة الثّالثة:

قد استدلّ بعضُ العلماءِ (٤) على أنّ حملَ الطِّفل في الصَّلاةِ كان ذلك خُصوصًا بالنّبيّ - صلّى الله عليه وسلم -؛ لأنّه لا يُؤمَن من الطِّفلِ البَولُ على حامِلِهِ.

حديث مالكٌ (٥)، عن أبي الزِّنادِ، عن الأعرجِ، حمت أبي هريرة؛ أنّ رسولَ الله - صلّى الله عليه وسلم - قال: "يتعاقَبُونَ فيكُم ملائكةٌ باللَّيلِ وملائكةٌ بالنَّهارِ" الحديث.

الإسناد:

الحديث صحيحٌ متّفق عليه (٦).


(١) من هنا إلى قوله: "على جوازه" مقتبس من شرح البخاريّ لابن بطّال: ٢/ ١٤٥.
(٢) في شرح ابن بطّال: "مجمعون".
(٣) قاله البوني في تفسير الموطّأ ٣٣/ ب.
(٤) يقصد الإمام ابن عبد البرّ في الاستذكار: ٦/ ٣١٥ - ٣١٦.
(٥) في الموطّأ (٤٧٢) رواية بحيى.
(٦) أخرجه البخاريّ (٥٥٥)، ومسلم (٦٣٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>