للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يُبَيِّنَ أنّ فيه دليلًا على أنّ النّافلة تلزم بالشُّروع فيها، وحَعَلَهُ استثناءً من الجِنْس، وجعلَهُ الشّافعيّ استثناءً منقطعًا.

الإسناد:

قال الإمام: هذا الحديثُ صحيح مُتَّفَقٌ عليه، خرّجه الأيمّة، أمّا البخاريّ فخرّجه في خمسة (١) مواضع: في الإيمان (٢)، والصّوم (٣)، والحجّ (٤)، والشّهادات (٥).

وروي هذا الحديث عن مالكٌ وإسماعيل بن جعفر المدَنىّ، عن أبي سُهَيْل نفسه -وهو عمّ مالكٌ بن أنس- فزادَ فيه: " أَفلَحَ وَأَبيهِ إِنْ صَدَقَ" (٦).

وقد رُوِيَ في نُسخَةٍ مشرقيَّةٍ بثَغْرِ الإسكندريّة: "أَفْلَحَ وَاللهِ إنّ صَدَقَ" وكلمة "وَأَبِيهِ" تقربُ أنّ تُصَحَّف بقوله "وَاللهِ" لأنّ جميع الرُّواة في الصّحيح اتفقوا على قوله: "وَأَبيهِ" والله أعلمُ.

ورُوِيَ أيضًا عن مالكٌ؟ أنّه كان على ناقةٍ فأنَاخَها، ونهضَ النَّبيُّ- صلّى الله عليه وسلم - وكان كلامُه مِن بعد، ومن ذلك في الّذي الحديث: "وَلَا يُفْقَهُ مَا يَقُولُ" لبُعْدِه، والله أعلمُ.

وفي بعض طُرُقِهِ: "لَا نَفْقَهُ" و"لا يُفْقَه" بالياء والنون، قُيِّدَ فيه.

وليس لطلحة بن عُبَيْدِ الله (٧) في "الموطَّأ" غير هذا الحديث.

ولم تكن (٨) فريضة الحجِّ قد نزلت (٩) في ذلك الوقت؛ لأنّ الإسلام بُنِيَ على خمس، كما في الحديث (١٠).


(١) لعلّ الصواب: "أربعة".
(٢) الحديث (٤٦).
(٣) الحديث (١٨٩١).
(٤) لم نجده في كتاب الحجّ، ولعل لفظ "الحج" تصحيف للفظ "الحيل" والحديث هو في كتاب الحيل (٦٩٥٦).
(٥) الحديث (٢٦٧٨).
(٦) أخرجه من هذا الطريق مسلم (١١).
(٧) هو أحد العشرة المشربن بالجنّة، انظر أخباره في الاستيعاب: ٢/ ٧٦٤، والسير: ١/ ٢٣.
(٨) ف: "تكن فيه".
(٩) ف: "الحجّ منزولة".
(١٠) أخرجه البخاريّ (٨)، ومسلم (١٦) من حديث عبد الله بن عمر.

<<  <  ج: ص:  >  >>