للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورُوِيَ عن أبي طَلْحَة؛ أنّ أعرابيًّا جاء إلى رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - الحديث (١).

قال الشّيخ أبو عمر (٢): " هذا الأعرابيُّ النَّجْدِيُّ هو ضِمَام بن ثَعْلَبَة السَّعْدِيّ، من بني سَعْد بن بَكْر، روى حديثه ابن عبّاس (٣)، وأبو هريرة (٤)، أكمل من حديث طَلْحَة هذا، وفيه (٥) ذِكْر شرائع الإسلام، وشرائع الإسلام فيها الحجّ لا شكَّ فيه".

العربية:

وفيه ستّة ألفاظٍ:

الأوّل: قوله: "ثَائِرُ الرَّأسِ" يريد: منتفش الشَّعر مرتفعه؛ لأنّه لم يسرِّحه بمشطٍ ولا دَهَنَهُ بدهنٍ.

الثّاني: "الفقه" و"اللهم" و"العلم" ألفاظٌ متقاربةٌ، والفقهُ والفهمُ أخوان، كما أنّ العلم والمعرفة جاران، يقال: فَقِه يفقه بكسر القاف إذا فهم، وبضمِّها إذا صار فقيهًا، وهو الثّالث.

الرّابع: قوله: "في الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ" اختلفَ العلماءُ فيه:

فمنهم من قال: إنّ اليوم عبارة عن اللَّيل والنَّهارِ.

ومنهم من قال: اليومُ عبارة في الصّوم عما بين طلوع الفجر إلى غروب الشّمس، والنّهارُ عبارة عمّا تصحب (٦) الشّمس من الزَّوال، والبحثُ عنه في اللُّغة قليل الجَدْوَى، فأمّا الشّريعة فقد استقرّت على أنّ اليوم عبارة في الصّوم عمّا بين طُلوع الفجر إلى غروب الشّمس، وما وراء ذلك لا يتعلّق به حُكم، إلَّا في باب اليمين، لو حلفَ ألَّا يأكل هذا اليوم كذا أو يوم كذا، أو لا يدخل داره يوم كذا أو يوم كذا، فإن كانت له نيّة فله ما نَوَى، وإن لم تكن له نيّة وكان بينهم عرف أو بساط حُمِلَ عليه، فإن عُدِمَ ذلك حُمِلَ على عُرْفِ الشَّرْعِ في الصَّوم.

وقد تطلق العرب اليوم (٧) على النّهار واللّيل معًا، وقد تطلق اللّيل على النهار


(١) أخرجه البخاريّ (٦٩٥٦).
(٢) في الاستذكار: ٦/ ٣٥٨ - ٣٥٩.
(٣) أخرجه أحمد: ١/ ٢٥٠، وابن عبد البرّ في التمهيد: ١٦/ ١٦٨.
(٤) أخرجه النّسائي في الكبرى (٢٤٠٤)، وابن عبد البرّ في التمهيد: ١٦/ ١٦٨ - ١٦٧
(٥) أي في حديث البخاريّ (٨).
(٦) كذا.
(٧) ف: "يومًا".

<<  <  ج: ص:  >  >>