للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العربية (١):

قال علماؤنا: خسوفُ القمر (٢) هو ذهاب نُورِه (٣). وخسفُ الأرض ذهابُها إلى اَسْفَل. والكسوفُ: التَّغيُّر، يقال، كَسَفَ وتغَيَّرَ وخسف، وهذا (٤) في الشّمس والقمر جميعًا (٥). فالكسوفُ تغير لونها (٦) بالسَوَادِ والصُّفْرة. وقيل: الكسوفُ والخُسُوف بمعنى واحد.

الأصول (٧):

قال علماؤنا: خَسفُ الشَّمس والقمر وكسفُهما هو أمر يخلُقُهُ اللهُ تعالى خلافَ العادةِ، لما يشاءُ من معنى، فيكون آية.

وقالت طائفة: هو أمرٌ معقولٌ من جهة الحساب، فأمّا كسوفُ الشّمس، فإن القمر يَحُولُ بينها وبين النَّظَر. وأمّا كسوفُ القَمَر، فإنَّ الشَّمسَ تخلع نورها عليه، فإذا وقع في ظلِّ الأرضِ لم يكلن له نورٌ. وبحسبِ ما تكون المقابلة ويكون الدُّخول في ظلِّ الأرضِ، يكونُ الكُسوفُ من كلِّ أو بعضٍ (٨)، وهذا أَفر يدلُّ عليه الحساب ويصدقُ فيه البرهان.

قلنا: كذبتم وبَيْتِ (٩) اللهِ لا تعرِفُونَهَا". متى حاذَى (١٠) مَجرَاهَا ظلٌّ فواداها؟

قلتم بالبرهان: إنّ الشّمس أضعاف القمر في الجَرْمِيّة بالعقل (١١). فكيف يحجبُ الصّغير الكبير إذا قَابَلَهُ ولا يأخذ منه عشره؟

جواب ثانٍ: وذلك أنّ الشّمس إذا كانت تُغَطِّيه بنورها، فكيف يحجب نورَهَا


(١) انظرها في العارضة: ٣/ ٣٧.
(٢) ب: "خسف الشّمس".
(٣) ب: "نورها".
(٤) "هذا" بدون واو العطف.
(٥) سقطَ هاهنا في ف مقدار سَطْر.
(٦) أي لون الشّمس، وانظر مشكلات موطَّأ مالكٌ: ٩١، ومشارق الأنوار: ١/ ٢٤٦.
(٧) انظر كلامه في الأصول في العارضة: ٣/ ٣٧ - ٤٠.
(٨) ف، جـ: "من كلّ نقص" والمثبت من العارضة.
(٩) ف، جـ: "سنة" والمثبت من العارضة.
(١٠) ف: "خاض".
(١١) ف، والعارضة: "بالعقد".

<<  <  ج: ص:  >  >>