للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحديث العَبْدَيْن (١) اللَّذَيْن يُعَذَّبان على البَوْل والنَّميمة.

وقولُه في مُنكر ونَكِير وهما: "مَلَكانِ أَسوَدَانِ" (٢) عظيمان، وذَكَر رسولُ الله - صلّى الله عليه وسلم - من غلظهما وفضَاعتهما أمرًا عظيمَا، يقيمان الميِّتَ أوَّل مدخَلِه بعد تسوية التُّرَابِ عليه، حتّى أنّه ليسمع قَرْع النِّعَالِ، فيقولان له مَنْ ربُّكَ؟ ومن نَبيُّكَ وما دِينُكَ. الحديث (٣).

ومن دعائه عليه السّلام؟ "أنّ يقِيَهُ اللهُ فِتْنَةَ القَبْرِ" وكان كثيرًا ما يستعيذُ من ذلك، وقولُه: "إنّ للقبر ضمّة" لا بُدَّ منها لكلِّ مَقْبُورٍ، حتّى يفسحها عليه حسن عمله، أو تزيدها ضيقًا سيِّئاته. وتلك الضّمة هي ضيق القبر وفتنته وظلمته ووحشته.

وأمّا الدّليلُ والشّواهدُ على ذلك من القرآن العزيز، فشيءٌ ظاهرٌ لأهل البصائر والمعارف، وذلك في ثمان آيات:

أحدها - قوله: {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ} الآية (٤)

الثّانية - قوله: {وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ} الاَية (٥).

الثّالثة - قوله: {وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} (٦).

الرّابعة - قوله: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ} (٧).

الخامسة - قوله تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا} الآية (٨).

السّادسة - قوله: {قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} الآية (٩).

السّابعة - قوله تعالى: {قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ} الاَية (١٠).


(١) جـ: "القبرين".
(٢) انظر الترمذي (١٠٧١) من حديث أبي هريرة.
(٣) أخرجه أحمد: ٤/ ٢٨٢، وأبو داود (٤٧٥٠)، وابن ماجه (٤٢٦٩)، والترمذي (٣١٢٠)، والنسائي:
٤/ ١٠١، وابن حبّان (٢٠٦) من حديث عائشة.
(٤) الأنعام: ٩٣.
(٥) غافر: ٤٥.
(٦) المؤمنون: ١٥٥.
(٧) إبراهيم: ٢٧.
(٨) طه: ١٢٤.
(٩) المؤمنون: ١١٤.
(١٠) غافر: ١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>