للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن عبد الله بن أبي بكر، فذَكَرَ فيه: فَصَلَّى ركعَتَيْنِ (١). ورواه أبو داود (٢)، عن معمر، عن الزَّهريِّ، عن عبَّاد بن تَمِيمٍ، عن عمَّه؛ أنَّ النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم - خرج بِالنَّاسِ فَصَلَّى ركعتين جَهْرًا بالقراءة فيهما، وحوَّل رِدَاءَهُ، ورَفَعَ يَدَيهِ يَدْعُو، فدعى وَاسْتسْقَى واسْتَقْبَلَ القِبْلَةَ. رواه البخاريُّ (٣) عن أبي نُعَيْم (٤)، عن ابن أبي ذِئْبٍ، عن الزُّهْرِيّ، عن عبّاد، نحوه، وهو حديثٌ صحيحٌ، والعملُ عليه بالمدينة؛ أنَّه صلّى ركعتين جَهَرَ فيهما بالقِرَاءَةِ. والأحاديثُ فيه كثيرةٌ، فلا معنى للتَّطَوُّلِ بها عليكم.

الفقه في أربع عشرة مسألة:

المسألة الأولى (٥):

قوله: "خرجَ رسولُ الله - صلّى الله عليه وسلم - إلى المُصَلَّى" قال علماؤنا (٦): هو نَصٌ في البُرُوزِ إلى الاستسقاء، ولا خلافَ أنّه يبرزُ إليها؛ لأنّ (٧) أهل العلم أجمعوا على جواز الخروج إلى الاستسقاء عند إمساك الغَيْثِ عَنْهُم.

وصِفَةُ الخروجِ (٨) عند مالك: أنّ يخرجَ الإمامُ إلى المصلَّى متواضعًا ماشيًا غيرَ مُظهِر لزِينَتِهِ.

ووجه ذلك: أنّه خرج على وجه التَّضَرُّعِ والتَّذَلُلِ.

وحُجَّتُه (٩): الحديث الّذي أخرجه التّرمذيّ (١٠)؛ أنّ رسولَ الله - صلّى الله عليه وسلم - خرجَ إلى الاسْتِسْقَاءِ مُتبَذِّلًا لَا مُتَقَنِّعًا (١١).


(١) أخرجه البخاريّ (١٠١٢)، ومسلم (٨٩٤). وفي هذا الموضع يبدأ السقط في نسخة: ف.
(٢) في سننه (١١٦١).
(٣) في صحيحه (١٠٢٤).
(٤) جـ: "آدم" والمثبت من صحيح البخاريّ.
(٥) هذه المسألة مقتبسة من المنتقى: ١/ ٣٣١ بتصرّف.
(٦) المراد هو الإمام الباجي.
(٧) من هنا إلى آخر الفقرة مقتبسٌ من شرح ابن بطّال: ٣/ ٥.
(٨) في المنتقى: "البروز".
(٩) هذه الحُجَّة من إضافات ابن العربي على نصِّ الباجي.
(١٠) في جامعه الكبير (٥٥٨) وقال: "هذا حديث حسنٌ صحيح".
(١١) الّذي في الجامع: "متبذِّلًا متواضعًا مُتَضَرِّعًا"، ولفظ "مقنع" ورد في الحديث (٥٥٧) عن آبي اللِّحَم؛ أنّه رأى رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - عند أحجار الزَّيتِ يستسقي، وهو مقنعٌ بكفَّيْهِ يَدْعُو.

<<  <  ج: ص:  >  >>